مناسبات الشهر
مناسبات شهر شوال 1 شوال عيد الفطر المبارك. هلاك عمرو بن العاص في مصر سنة (41هـ).   3 شوال معركة الخندق سنة (5هـ) على رواية. هلاك المتوكل العباسي بأمر ابنه المنتصر سنة (247هـ).   4 شوال غزوة حنين سنة (8هـ) على رواية. ضُربت فيه السكة (النقود) باسم الإمام الرضا (ع) سنة (201هـ). وفاة الشيخ حسين الحلي (قد) سنة (1394هـ).   5 شوال خروج أمير المؤمنين (ع) من النُّخيلة متوجهاً إلى صفين لمواجهة معاوية سنة (36هـ). وصول مبعوث الامام الحسين (ع) مسلم بن عقيل الى الكوفة سنة (60هـ).   6 شوال رد الشمس لأمير المؤمنين (ع) ببابل سنة (36هـ) بعد رجوعه من قتال الخوارج. خروج أول توقيع من الإمام المهدي (ع) إلى سفيره ونائبه الثالث الحسين بن روح النوبختي (رض) سنة (305هـ).   8 شوال الهدم الثاني لمراقد البقيع الطاهرة من قبل الوهّابيين سنة (1344هـ/ 1924م).   12 شوال وفاة الشيخ البهائي (قد) سنة (1030هـ).   13 شوال وفاة السيد حسين البروجردي (قد) سنة (1380هـ).   14 شوال هلاك عبد الملك بن مروان بن الحكم بدمشق سنة (86هـ). وفاة السيد عبد العظيم الحسني (رضوان الله عليه) سنة (252هـ). وفاة الشيخ قطب الدين الراوندي (قد) سنة (573هـ).   15 شوال معركة احد وشهادة حمزة سيد الشهداء (ع) سنة (3هـ). رد الشمس للإمام أمير المؤمنين (ع) في المدينة المنورة في مسجد الفضيخ والمعروف بمسجد رد الشمس سنة (3هـ). غزوة بني القنيقاع سنة (2هـ).   16 شوال وفاة الشيخ عبد الله المامقاني (قد) سنة (1351هـ).   17 شوال غزوة بني سليم سنة (2هـ). وفاة أبي الصلت الهروي (رض) بعد خروجه من سجن المأمون سنة (203هـ).   18 شوال وفاة الشيخ محمد بن إدريس بن أحمد الحلي (ره) المعروف بـ(ابن إدريس) سنة (598هـ). 19 شوال   20 شوال القبض على الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) وترحيله من المدينة إلى العراق قسراً وحبسه بأمر هارون العباسي سنة (179هـ).   23 شوال وفاة السيد نعمة الله الجزائري (قد) سنة (1112هـ).   25 شوال شهادة الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) سنة (148هـ).   27 شوال خروج النبي الأكرم (ص) الى الطائف لدعوتهم الى الإسلام.   29 شوال وفاة الشيخ الوحيد البهبهاني (قد) سنة (1205هـ).

أساليب التربية الإسلامية

أساليب التربية الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

1- أسلوب القدوة الحسنة:

وهي من أهم الأساليب في التربية ومن أنجح الوسائل المؤثرة في إعداد الناشئة خلقيا ونفسيا وصحيا وعقليا وعاطفيا, ولها أهمية كبرى في تربية الفرد وتنشئته على أساس سليم في كافة مراحل نموه، لأن((الناس لديهم حاجة نفسية إلى أن يشبهوا الأشخاص الذين يحبونهم ويقدرونهم، وأن هذه الحاجة تنشأ باديء الأمر من خلال الأطفال لوالديهم وتقمصهم لهم))

ولأهمية القدوة في بناء الفرد وإعداده فقد أكدَ القراَن:((أهمية القدوة في تقرير مصير الإنسان تأكيدا قويا وهو يدعو المسلمين إلى أن يدرسوا سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام فيتخذونها قدوة لهم))

ومن هنا كانت القدوة عاملا كبيرا في صلاح الأجيال أو فسادهم ، فالولد الذي يرى والده يترك الصلاة يصعب عليه اعتيادها، والذي يرى والده يكذب ويصعب عليه تعلم الصدق والذي يرى والده يغش يصعب عليه تعلم الأمانة،فالأب الذي((يصبح كذاباً ويخدع غيره بكذبه وخداعه فإن أبناءه وتلامذته ومعاشريه يقلدونه، ويتعلمون منه الكذب ووسائل الخداع، ويحاكونه في ذالك ويبادلونه كذبا بكذب، وخداعا بخداع)) ؛أي أن ما يكتسبه الفرد من عادات مرغوب فيها، أو غير مرغوب فيها يتوقف على نوع القدوة التي تعرض له أثناء اندماجه وتفعله مع أسرته و مجتمعه.

والمتأمل في تعاليم الإسلام يجد التوجيهات الحكيمة للآباء و الأمهات حيال استخدام أسلوب القدوة في تربية الأولاد، من هذه التوجيهات على سبيل المثال بدء الولدين في إصلاح أنفسهم أولا ، وأن يطهروا أنفسهم-لأن فاقد الشيء لا يعطيه-وأن يكونوا على درجة جيدة من الاستقامة، لأنه بصلاحهم يصلح الأولاد، قال تعالى:}يا أيها الذين اَمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا{ (التحريم:6). فصلاح رب الأسرة ينتقل إلى الأولاد عن طريق الاقتداء به، وتقليد معظم أعماله الصالحة من خلال تعايشهم مع والدهم، وبذالك تكون وقاية أنفسهم وأهليهم من النار.

 

2- أسلوب التوجيه والموعظة الحسنة:

كان هذا الأسلوب-أسلوب الموعظة الحسنة-من أساليب الرسل والأنبياء في تبليغ دعوتهم إلى الله،كما في قوله تعالى:}قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا الله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد{(سبأ:46). ولهذا فقد أكد القران الكريم أهمية الموعظة في أكثر من موطن. لما لها من تأثير كبير على الفرد إذا وجدت لها نفسياً صافية، وقلباً واعياً، قال تعالى}وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين{ (الذاريات:55)، وقال تعالى}ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر{ (الطلاق:2).

شروط تطبيق أسلوب الموعظة الحسنة:

1-    لأسلوب الرقيق الذي يستميل قلوب الناشئين أثناء النصيحة

2-    أن تقترن الموعظة بالشعور بالمحبة والعطف عليهم

3-    يختار لها الوقت المناسب الذي تكون النفوس فيه هادئة

4-    عدم التطويل الممل في الموعظة أو التكرار الزائد

5-    المبادرة بالموعظة عندما يلحظون انحرافا في سلوك الأولاد

6-    عليهم أن يبدؤوا بالوعظ مراعين الأهم فالمهم فإذا كان هناك واجبان احدهما فرض عين والأخر فرض كفاية-مثلاً ففي هذه الحالة- يوعظ الأولاد بالواجب الأول ثم الثاني.

 

3- أسلوب الترغيب والترهيب:

هوا أسلوب يتفق وطبيعة الإنسان حيثما كان وفي أي مجتمع، لأن الفرد إذا استثير شوقه إلى شيء ما، زاد اهتمامه به، فسرعان ما يتحول هذا الشوق إلى نشاط يملأ حياته أهمية وعملا وتعلقا بما تشوق إليه، ورغبة في الحصول عليه ، وفي المقابل فإن الخوف من شيء، والتنفير منه، يجعل الفرد يهابه، ويبتعد عنه.

وقد أشار القران الكريم إلى أسلوب الترغيب والترهيب؛ وإلى كيفية استخدامه بما يحقق الغرض منه، ونلمح في هذه الآية الكريمة الترغيب الذي يثير الرجاء في النفس، ويدفع اليأس، ويجدد الأمل ، ويثير التطلع إلى الأفضل، قال تعالى:}فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدراراً. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا{(نوح:10-12)

التشجيع ينقسم إلى قسمين؛ مادي ومعنوي ؛ فالتشجيع المادي كالجوائز والهدايا و النقود. والتشجيع المعنوي كالثناء والمدح والإطراء والشكر ، والنظر بعين الرضا و الاستحسان و التشجيع المعنوي أفضل استخداما  من التشجيع المادي ؛ لأن الأول يولد الرغبة و الميل إلى الأعمال التي يشجع عليها الفرد أكثر من الثاني ، كما أن الأول يتطور مع مراحل النمو العقلي حتى يصل إلى أعلى درجاته وهي الإقدام على أعمال الفضيلة، أما التشجيع المادي فإن الاستمرار عليه قد يكون له بعض الأضرار ؛ لأنه قد يصبح شرطا للقيام بالعمل المطلوب، أو الكف عن العمل غير المرغوب فيه.  ولا يعني ذالك أن التشجيع المادي ممنوع في جميع الظروف بل  إنه أحيانا يكون مجديا مثل تشجيع الولد بجائزة ما عند حصوله على تقدير مرتفع ، أو قيامه بعمل تطوعي.

شروط تطبيق أسلوب الترغيب والترهيب:

1-    لايرغبوا التلاميذ في القيام بعمل يصل إلى درجة المبالغة و التطرف.

2-    ينبغي  أن لايحمد النشء  على عمل لم يعمله ، ل~لا يعتاد أن يحمد بما لم يستحق ، وهذه من الرذائل التي  أشار  إليها القران، قال تعالى : }ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب{ (آل عمران:188)

 

4- أسلوب ضرب الأمثال و الأشباه:

هذا الأسلوب له أثره الفعال على عواطف الإنسان وسلوكه، ويعد من أكثر الأساليب شيوعاً، وقد قال احد الباحثين إن الأمثال((أوقع في نفوس وابلغ في الوعظ وأقوى في الزجر وأقوم في الإقناع(34))) ولهذا نجد الحق سبحانه أورد ذالك الأسلوب في أكثر من موطن ، وفي عدة أمور، مؤكداً ذالك في قوله تعالى: }ولقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل لعلهم يتذكرون{ (الزمر:27)، وقال تعالى }وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون{ (العنكبوت:43)

فوائد أسلوب ضرب الأمثال:

1-    تقريب المعقول إلى المحسوس فيتقبله العقل , ويدركه ويفهمه؛ فبا لأمثل يستطيع المربي أن يقرب المعني إلى الإفهام.

2-    توضيح الفضائل للأولاد.

3-    معارف وعلوماً كالرياضيات مثل الهندسة والحساب والجبر وكذالك الكيمياء تستند في فهمها وتوضيحها وبيانها على التمثيل والتشبيه.

4-    كشف الحقائق وإيضاح المعنى في عبارة موجزة بليغة.

5-    ضرب الأمثال من انجح الوسائل في ترغيب الأولاد في الأشياء التي يريد المربي ترغيبهم فيها؛

6-    وسيلة نافعة في الترغيب، فإنه أيضا وسيلة نافعة للتنفير من الأشياء التي لا يرغب المربي في تنشئة الأولاد عليها.

شروط استخدام الأسلوب:

1-    استعمال الأمثال

2-    يستعملها بحكمة .

3-    تكون معانيها على مستوى فهم التلميذ  وقدر عقولهم.

 

5- أسلوب القصة:

القصة أجدى نفعاً وأكثر فائدة من أساليب التلقين وا لإلقا نظرا لما جبلت عليه نفوس الأطفال والبالغين والراشدين من ميل إلى سماع الحكاية والإصغاء إلى رواية القصص، يقول احد الباحثين بشأن القصة:(( ولسنا مبالغين إذا قلنا  إن إحداث القصة وخيالاتها وتصوراتها كانت أقوى قوة دفعت الإنسان إلى التحريك لسانه وإلى إيقاظ ملكته وإطلاق جميع القوى الكامنة فيه) (38)

س/ ماهي شروط القصة؟

ج/

1-    مدى التوفيق في اختيار القصة المناسبة ، لأن هناك كثير من القصص تفسد مشاعر الفرد ، وتحب إليها الجريمة والفاحشة وخاصة جرائم الجنس

2-    توجيه أولادهم إلى القصص القران الكريم والتعرف عليها مثل قصص الأنبياء عليهم السلام.

3-    ينبغي للمربي أن يستغل بعض الأفلام الهادفة التي تعرضها وسائل الإعلام وأن يجذب الأولاد إليها.

4-    ينبغي على الآباء والأمهات والمربين أن يقصوا على الأولاد بعضا من تجارب حياتهم.

 

6- أسلوب الممارسة أو التدريب(العادة):

يتمثل في القيام بعمل من الأعمال عدة مرات، وبالتكرار ويسهل على الفرد ذالك العمل ، ويزيد ميله حتى يصبح هذا الميل عادة وهذا الأسلوب – أسلوب التربية بالعادة أو  بالتعويد- من الأساليب التربوية الفعالة فهي ((تؤدي مهمة في حياة البشرية، فهي توفير قسطا كبيرا من الجهد البشري- بتحويله إلى عادة سهلة وميسرة-لينطلق هذا الجهد في ميادين جديدة من العمل والإنتاج الإبداع ولولا هذه الموهبة التي أوعدها الله في فطرة البشر ، ليقضوا حياتهم يتعلمون المشي أو الكلام أو الحساب(29).

والإسلام يستخدم الممارسة وسيلة من وسائل تنشئة الفرد المسلم على تلك التكاليف الإسلامية والقيم والآداب الإسلامية, وعلى المربي أن يستخدم أسلوب الممارسة في كافة جوانب تربية الفرد ، أي أن التربية بالممارسة لا تقتصر على الشعائر التعبدية وحدها ولكنها تشمل كل أنماط سلوك الحياة’، وكل الآداب و الأخلاق, مثل آداب التحية، آداب المشي، وآداب الأكل والشرب ، وآداب قضاء الحاجة ، وآداب السفر ، وآداب زيارة المريض...الخ

 

7-أسلوب استخدام الأحداث والظروف والمواقف:

يعرف أسلوب الأحداث أو المواقف بأنه(( استغلال حدث معين لإعطاء توجيه معين(42))) ومما هو معلوم أن كل حدث يتعرض له الفرد يحدث له تأثيراً في نفسه، والأحداث عندما يتعرض لها المربي ، وما يصاحبها من تأثير ، تعد فرصة جيدة للمربين عموما  في استغلالها وتوجيه نفوس الناشئة وصقلها وتهذيبها، وهذا الأسلوب التربوي يتميز عن بقية الأساليب لما له من أثر فعال لأنه((يجيء في أعقاب حدث يهز النفس كلها هزا، فتكون أكثر قابلية للتأثر ، ويكون التوجيه أفعل وأعمق وأطول أمداً في التأثير من التوجيهات العابرة)) (43) فالأحداث في الغالب تثير حالة في النفس من الداخل تحقيق التهيؤ الذهني لتقبل المعلومات والتوجيهات. ويتضح ذالك جلياً في بعض مواطن القران الكريم ، فهو يستخدم المواقف والأحداث ويعطي التوجيهات الملائمة لكل موقف ، وكان نزول القران منجماً حسب الظروف والحوادث ، وكان يسوق مع (( كل هزيمة عبرة، ومع كل نصر درسا، ولكل موقف تحليلا)) (44). ومن بين الشواهد التي تناولها القران الكريم حادثة الإفك،  التي افتراها عبد الله بن أبي على زوج  رسول الله-صلى الله عليه وسلم- السيدة عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين ، لغرض إشاعة الفاحشة في صفوف المؤمنين ، ولغرض التأثير  على رسول الله ، وعلى أحب نسائه إلى قلبه ، وعلى أحب أصحابه إليه ن وعلى أصحاب رسول الله كافة؛ حتى إن المدينة المنورة عاشت شهرا قلقة غير مطمئنة من تلك الحادثة، وبعدها نزلت سورة النور وقد كانت كلها تربية ، وكلها استجاشة للمشاعر ، وارتفاعاً بمقاييس الحياة ، وتطهيراً للمجتمع من الفاحشة والفساد ، وبراءة لأم المؤمنين الطاهرة النقية، ووعيداً لمن تولى كبر هذا الحديث بالعذاب الأليم.(45).

 

8- التربية بالملاحظة:

المقصود بالتربية بالملاحظةهومراقبة أحوال الناشئين ، وأفعالهم وتصرفاتهم في شتى جوانب حياتهم، وهي من الأساليب الفعالة؛ فعن طريق الملاحظة يستطيع المربي اكتشاف ما يحل بالمتربي مبكرا ، وبالتالي يأتي التوجيه والتربية مبكرين قبل أن ينحرف الناشئ عن مساره الصحيح ، وهذا الأسلوب من الأساليب التي كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يطبقها مع أصحابه ، ومن أمثلة ذالك حديث المسيء صلاته ، الذي أخطأ عدة مرات في الصلاة ، وهو يصلي أمام الرسول ، وبعدها اشتاق إلى التعلم ، فأرشده عليه السلام فاستفاد الصحابي من خطئه.

والملاحظة المطلوبة من المربين هي الملاحظة الشاملة لكافة جوانب الإصلاح في الفرد، والتربية بالملاحظة لأتعد من باب التسلط والسيطرة على الأولاد إلا إذا حادت عن هدفها التربوي، أو كان استخدامها بشكل متطرف ومبالغ من قبل المربين، ووصلت إلى تقييد حريتهم.

 

9- أسلوب التجربة(الخبرة):

القران الكريم يدعو إلى اتخاذ التجارب العلمية طريقا لإثبات حقيقية يقررها ، كما هو واضح في  سؤال إبراهيم ، قال تعالى : }وإذ قال إبراهيم ربَ ارني كيف تحيي الموتى، قال أولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي، قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم{ (البقرة:26)  ولكن التجارب وحدها ليست مضمونة وإذا لم يصاحبها توجيه وإرشاد وملاحظة مستمرة من قبل المربين ، لأنه ليست كل التجارب نافعة ومفيدة، وليست كل التجارب مأمونة من الأخطار ، وليست كل القضايا تخضع للتجارب ، أي ينبغي للمربي أن يوجه الطلاب إلى تجارب الحياة الهادفة بمختلف منا شطها.

 

10- أسلوب الحوار:

معنى الحوار(( أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر عن طريق السؤال والجواب، بشرط وحدة الموضوع أو الهدف، فيتبادلان النقاش حول أمر معين وقد يصلان إلى نتيجة، وقد لا يقنع أحدهما الأخر، ولكن السامع يأخذ العبرة ويكون لنفسه موقفا(48))). ويعد هذا الأسلوب من أنجاح الأساليب التربوية وافردها إذا قام الحوار على خطوات منطقية صحيحة يقابلها العقل، كما أن هذا الأسلوب من الأساليب المشوقة للمتربي وللسامع، وقلما يصاحبها الملل السامة، نظرا لما يوقظه من العواطف والانفعالات في نفس المتربي.

كما استخدم رسول الله ذالك الأسلوب في إثارة انتباه أصحابه عندما كان يريد إيضاح موضوع مهم في بعض المواطن، وهذا ما نلمحه عندما تناول عليه السلام موضوع الغيبة، فقال: (( أتدرون ما ألغيبه؟ )). ثم شرع بعد ذالك في توضيح الغيبة فقال ((ذكر أخاك بما يكره، قيل افرايت إن كان في أخي ما أقول ، قال : إن كان فيه ما تقول فقد بهته))

 

11- أسلوب العقاب الفعلي:

هذا الأسلوب  يلجأ إليه المربون في الحلات التي لا تفلح الأساليب السابقة في إصلاح الفرد عن غوايته. وقد أكد الكثير من علماء التربية أن العقاب ينبغي أن يكون أخر  أسلوب يلجأ إليه المربون ، فقد قال احد المختصين في هذا الجانب: (( يجب  ألا يلجأ المربي إلى العقاب البدني إلا في الحالات التي يتعذر فيها حمل الولد على إتباع الفضيلة، والإقلاع عن الرذيلة بطرق النصح والإرشاد ، والتي يظهر فيها إصرار الولد وعناده))(53)، وقال أخر : (( ينبغي أن يبدأ بالنصح والتوجيه والإرشاد الجميل ، فإذا لم ينفع ذالك ، يأتي التهديد والإنذار ، وإذا لم يفيد التهديد والتشنيع أيضا عندئذ ينتقل إلى الضرب))(54).

والعقوبة تنقسم إلي قسمين؛ عقوبة بدنية ن وعقوبة غير بدنية( معنوية)، والعقوبة البدنية ، هي كل عقوبة تحدث آلاما حسية ؛ مثل الضرب، أو عمل شاق، لو الحرمان من الطعام، أو الحبس فترة من الزمن أما العقوبة غير البدنية.( المعنوية)؛ فهي كل ما احدث آلاما نفسية مثل التوبيخ والزجر.

شروط استخدام الأسلوب:

1-    استخدام العقوبة المناسبة عندما يستلزم الأمر إيقاع العقاب

2-    يراعي سن المتربي

3-    يلاحظ الفروق الفردية بين لطلابه، فالبعض بالتهديد،والأخر يرى في اعرض معلمه عن عقوبة قاسية لايحتملها وجدانه،والأخر يتألم إذا عبس معلمه ، والأخر لايجدي معه إلا عقوبة الضرب

4-    ينظر إلى العقوبة شدة أو ليناً في ضوء المخالفة التي ارتكبها الفرد

5-    لاستخدموا العقوبات القاسية لقصد التشفي، أو الانتقام من الطلاب

6-    ينبغي للمربي أن لا  يعاقبوا الطلاب على كل صغيرة وكبيرة تبدر منهم

7-    ومن الخطأ إيقاع العقاب على الطالب الذي يعرف بالذنب ويطلب من معلمه العفو والتصفح عما ارتكبه

شروط علماء المسلمين في استخدام هذا الأسلوب:

قد أحاط العديد من علماء المسلمين مثل القابسي والإمام الغزالي وابن خلدون وابن سينا هذه العقوبة بسياج من الشروط ليكلا تصبح وسيلة تشف وانتقام بدلا من أن تكون وسيلة إصلاح وتعديل سلوك ، ومن بين تلك الشروط؛ أن لا يوقع الضرب ألا على ذنب ، وان يكون ضربا غير مبرح ، ولا يترك عاهة أو يجرح عضواً أو يكسره ، وان لا يكون على الوجه، آو الرأس ، أو آماكن حساسة ، وان تكون آلة الضرب مألوفة؛ أي إن تكون رطبة ،معتدلة الحجم.

 

12- أسلوب ملء الفراغ:

الإسلام يدعو إلى توزيع الوقت بين العبادة والعمل والجاد، والتعلم والتفكير في الكون والمجتمع والإنسان إلى جانب ممارسة الرياضة الهادفة والترويح البريء، وقد أشار احد الباحثين إلى أن: (( الفراغ مفسد للنفس إفساد الطاقة المخزونة بلا ضرورة، وأول مفاسد  الفراغ هو تبديد الطاقة الحيوية من ملء الفراغ! ثم التعود على العادات الضارة التي يقوم بها الإنسان لملء هذا الفارغ))(64)، وقد ارشد مربي الإنسانية محمد –صلى الله عليه وسلم- إلى استغلال الوقت والاستفادة منه، كما في قوله: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ))(65).

وعلى المربي إن يدرك أن أهمية ملء الفراغ لا تقل عن أهمية توجه طاقات الأولاد وتفريغها؛ لأنه أن لم يشغل الفراغ عندهم بالأعمال النافعة ، شغل بالشرو الفساد والتفاهة

 

13-الراحلة:

وهو من الأساليب التي تكسب الفرد معارف وخبرات عديدة، وقد عمل بذالك الأسلوب منذ زمن بعيد ، فكان طالب العلم يرحل إلي المعلم، ويصبحه ويأخذ المعلم عنه مشافهة، وقد أورد ابن حجر رحلة جابر بن عبد الله الأنصاري، ثم شددت رحلي فسارت إليه شهرا حتى قدمت الشام ، فإذا عبد الله بن أنيس، فقلت للبواب: قال له جابر على الباب، فقال : ابن عبد الله؟ قلت : نعم .فخرج فاعتنقني فقلت: حديث بلغني عنك انك سمعته من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فخشيت إن أموت قبل أن اسمعه. فقال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول ((يحشر الله الناس يوم القيامة عراة))(66).

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: طلب العلم فريضة.                                                                                                                                                            الكافي

الفيديو

دور التربويين في تحقيق غاية الدين - شيخ ستار الدلفي
2019 / 03 / 24 5239

دور التربويين في تحقيق غاية الدين - شيخ ستار الدلفي

أخر الأخبار

الصوتيات

2018/3/15

سورة الفرقان

2018/3/15

سورة النور

2018/3/15

سورة المؤمنون

2018/3/15

سورة الحج



الصور