Image

خبر

ولادة الامام الحسن العسكري (عليه السلام)
منذ ساعتين 2

في ذكرى ولادة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) يقف القلم حائرًا أمام عظمة رجلٍ جمع في حياته بين سرّ الإمامة وعمق الرسالة، فكان مصباح هدى في زمنٍ اشتدّت فيه غياهب الفتن، واشتدّت فيه قبضة الظلم على أهل الحق. ومع ذلك، لم يزدد (سلام الله عليه) إلا رسوخًا وثباتًا، ولم تزد أمته إلا نورًا من نور توجيهاته المباركة.

لقد أدرك الإمام العسكري أنّ الأمة مقبلة على مرحلة غيبية دقيقة، فاصطفاها بوصاياه، وأحاطها بعنايته، فأرسى نظام الوكلاء، وربّى شيعته على طاعة العلماء الثقات، حتى لا تنقطع صلتهم بحبل الإمامة، ولا يضلّوا في متاهات الجهل والهوى. وهكذا كان (عليه السلام) الجسر الممدود بين الحضور والغيبة، والرباط الوثيق الذي شدّ الأمة بإمامها المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف).

وما أعظم تلك المهمة! أن يُعِدّ النفوس لتسكن إلى حكمة الغيب، وأن يُربّي القلوب لتطمئن بانتظار الوعد الإلهي، وكأنّ أنفاسه (عليه السلام) كانت تهيّئ الوجود كلّه لاستقبال عصر الامتحان الأكبر.

فولادته ليست ذكرى عابرة، بل هي ميلاد الرجاء وتجدد العهد بأنّ الحق باقٍ ما بقيت الأرض والسماء. سلامٌ عليه يوم ولد، ويوم ارتحل إلى ربه، ويوم يلتقيه المنتظرون على صراط الولاء واليقين.