بعد إن ضج المسلمون أيام عثمان بن عفان إثر توليته بني أمية شؤن الحكم والخلافة عاثوا في الأرض فسادا أسفر ذلك عن مقتل عثمان لهذا السبب وأسباب أخرى منها: إن عائشة بنت أبي بكر كانت من أوائل المحرضين على قتل عثمان, وعباراتها مشهورة ومعروفة: (( اقتلوا نعثلاً.. قتل الله نعثلاً.. لقد غير سنة رسول الله )) !!!
وبعد ذلك أجمعت كلمة المسلمين لإرجاع الحق إلى أهله بعد فترة طويلة من الظلم والجور وهتك الحرمات وتولية الفساق رقاب المسلمين بايعوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بخبر مفصل في كتب التأريخ وكان في طليعة المبايعين طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام ، وطلبا منه أن يوليهما بعض الأمصار ولكن الامام رفض ذلك وقال: ( إني لا أشرك في أمانتي إلا من أرضى بدينه وأمانته من أصحابي )، فخرجا خاليا الوفاض قد دخلهم اليأس من تحصيل أمانيهم ، فأستأذنا أمير المؤمنين عليه السلام ليعتمرا بيت الله تعالى فخرجا من المدينة ناكثي البيعة معلنين العداء في مكة ودخلا على عائشة وأخذا يحرضانها على المطالبة والثأر لدم عثمان فأقنعاها وخرجت قاصدة إلى الشام مع أنصارها وفي أثناء الطريق صادفهم عبد الله بن عامر عامل عثمان على البصرة، قد عزله أمير المؤمنين (عليه السلام), فرجح لهم البصرة, لما فيها من كثرة الضيع والعدة, فتوجهوا نحوها, فمانع عنها عثمان بن حنيف عامل أمير المؤمنين عليه السلام فوقع بينهم القتال, ثم اسروا عثمان وضربوه ونتفوا لحيته.
ولما سمع ذلك أمير المؤمنين عليه السلام سير جيشا نحو البصرة ولما وصل إليها أخذ ينصهحم عسى أن يرجعوا عن غيهم ولكن ختم الله على قلوبهم فأبوا إلا الحرب، ثم ناشد طلحة والزبير فلم ينفع معهما فنشبت الحرب بين المعسكرين وقد حدثت في العاشر من شهر جمادى الأول سنة 36 للهجرة في منطقة الخُرَيبَة من نواحي البصرة، وسميت بحرب الجمل نسبةً إلى الجمل الذي كانت عائشة تمتطيه أثناء خروجها إلى البصرة، والمسمى بعسكر، وكُسِر أصحاب الجمل وانتهت الحرب بمقتل عدد كبير من جيش عائشة بلغ على بعض الروايات 20 ألف رجل ومن أصحاب أمير المؤمنين ع على أكثر تقدير خمسة آلاف رجل ثم رحل عائشة إلى مكة برفقة أخيها محمد بن أبي بكر ورجع علي عليه السلام إلى الكوفة
وذكر ابن قتيبة في عيون الأخبار: دخلت اُمّ أفعى العبديّة على عائشة [بعد وقعة الجمل] فقالت: يا اُمّالمؤمنين، ما تقولين في امرأة قتلت ابناً لها صغيراً؟ قالت: وَجَبَت لها النار. قالت: فما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفاً؟ قالت: خذوا بيد عدوّة اللَّه.