زيد بن صوحان العبدي الكوفي من قبيلة ربيعة التي كان يكثر الامام أمير المؤمنين عليه السلام مدحها قائلا:
يا لهْفَ نفسي على ربيعة ربيعة السَّامعة المطيعة
قد أدرك زيدٌ النَّبيّ (صلَّى الله عليه وآله) وأسلم في عهده وصحبه وحضر مع أمير المؤمنين في صفين والنهروان والجمل وكانت له مواقف مشرفة في معركة الجمل حيث أن عائشة بعثت إليه كتابا لنصرتها قائلة: (فإذا أتاك كتابي هذا فاقدم، فانصرنا على أمرنا هذا فإن لم تفعل فخذّل النَّاس عن عَليّ)، فرد عليها رداً ينبئ عن شجاعته، وصلابة إيمانه، وإخلاصه لعلي عليه السلام فكتب إليها قائلاً: (أما بعد فأنا ابنك الخالص إن اعتزلت هذا الأمر ورجعت إلى بيتك وإلا فأنا أول من نابذك)
ونادى أهل الكوفة حين أخذ أبو موسى الأشعري بتثبيط عزائم الناس عن نصرة أمير المؤمنين عليه: (سيروا إلى أمير المؤمنين وصراط سيّد المرسلين، وانفروا إليه أجمعين) وأخذ يحثَّهم على نصرة إمام زمانهم عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام)، كان قائدا في معركة الجمل وحامل لواء من ألوية الجيش العلوي فعند استشهاده عام 36 للهجرة تأثر الإمام (عليه السَّلَام) وحزن على فراقه وتأثر تأثيراً شديداً فقد روي عن أبي عبد الله (عليه السَّلَام) قال: (لمَّا صرع زيد بن صوحان يوم الجمل جاء أمير المؤمنين (عليه السَّلَام) حتَّى جلس عند رأسه فقال: (يرحمك الله يا زيد فقد كنت خفيف المؤونة عظيم المعونة)