وقفة قصيرة مع الشعائر الحسينية
الشيخ محمد آل حيدر
في ركضة طويريج تصورت الموقف أن الجميع من نساء ورجال قد أتوا الى مجلس فاتحة أبيهم في فجيعة ونوح وصراخ لا ضاحك ولا ضاحكة ولا متبرجة ولا سوء بل من لا يبكي ويلطم كان يوزع الماء او الطعام او يكنس او ينظف.
شعائر الحسين (عليه السلام) تأسيس الأئمة (صلوات الله عليهم) ويكفي فيها إنطباق عنوان الجزع في أصل تشريعها. ثم يأتي الكلام في النقاط الأخرى مثلا:
إن الجزع بأمر محرمٍ محرمٌ، كمن يقطع إصبعه جزعا.
وأن الجزع بما يوهن المذهب محرم كالتطبير -كما يُدعى ذلك- وهنا نراجع الواقع الثقافي للمجتمعات كنقض لهذه المقولة، ونرى مَن الناقد لمعرفة الجهة التي توهن المذهب بسبب التطبير لمناقشتها او لنعرف قيمتها وهل حقا أن نظرتها توهن المذهب؟
أما الواقع الثقافي ففي المسيحية، وهي الدين الأكثر إنتشارا مع الإسلام والبوذية، لديها من الممارسات ماهو الأكبر والأكثر حدة. وأما السنة فإنهم لا يتكلمون عن التطبير بل عن جميع الشعائر حتى أصل الحزن على الحسين (عليه السلام) فكلامهم لا يوهن ولا يُضعف بل إن الشعائر بأنواعها وهنا للقوم، ومع هذا فإذا المكلف رأى في مكان ما او زمان ما أن في هذا تضعيف وإهانة للمذهب فلا يحل له، لا لأنه تطبير او لطم او بكاء بل لأنه توهين.
وأما الجهة الناقدة فهم من الشيعة ويندر كلام الآخرين عنا، وحالة النقد الذاتي حالة إيجابية جيدة ولكن لابد من أن تعود الأمم الى قياداتها في تحديد الكلمة الفصل وهم فقهاء الدين الذين أمرنا أئمتنا بإتباعهم، وفق خطوات حدد معيار الفقاهة. طبقه على الشخص، إفهم فتواه.. حدد موضوعها.. طبق الفتوى.. وتحديد المعيار وتطبيقه من شؤون الحوزات، وقد حددت القيادات أقوالها وندر الإختلاف بينها. فعلينا بما علينا من فهم الفتوى وتحديد الموضوع وتنفيذها عمليا. فإن حصل إختلاف فلنلتزم الإحترام. بل إن من قلد مرجعا أفتى بحرمة شعيرة ما وقد إرتكب المقلد هذه الشعيرة فقد خالف التقليد فإن كان متعمدا فقد قام بمحرم إلا أن تثبت عدم الحرمة الواقعية وهذا ليس من شؤوننا. ومن قلد مرجعا يفتي بإستحباب الشعيرة ولكن المكلف أنكرها وشنع عليها فقد إرتكب محذورا وعليه تبعاته. والحاصل أن أكثر الناقدين من أبناء جلدتنا ولكنهم بين جاهل لا يفقه فينبغي مناقشته بالحسنى حتى يعود لرشده. وبين معجب بالحداثة وسخافاتها ونسي أن بيده درر علم آل محمد (صلى الله عليه وآله). أو يريد الوصول الى شيء من حطام الدنيا بالتملق والتعلق بالمخالفين وله خزي الدارين .