Image

خبر

ذكرى الاعتداء الارهابي على مرقد الامامين العسكرين (عليهما السلام) في سامراء
منذ ساعتين 1

الاعتداء على العسكريين ليست حادثة عابرة

في ذكرى حادثة الاعتداء على المرقد الطاهر للإمامين العسكريين (عليهما السلام)، يستعيد الشيعة واحدةً من أخطر اللحظات التي استُهدفت فيها قداسةُ المذهب ورموزُه العقدية. فذلك الاعتداء لم يكن عملاً تخريبياً عابراً، بل كان محاولةً مدروسة لضرب مركزٍ من أهمّ مراكز الإمامة، ومحاولةً لزعزعة الوجدان الديني الذي يستمدّ ثباته من ارتباطه بالأئمة (عليهم السلام) وأضرحتهم. إذ أنّ سامرّاء لم تكن مجرد مدينة، بل موضع ختم الإمامة، وموطن الغيبة، ومهوى أفئدة المؤمنين منذ قرون.

وقد أراد المعتدون – عبر هذا الفعل – بثّ رسالة رعب مفادها أن القضاء على الهوية الشيعية ممكن عبر ضرب رموزها ومقدساتها، وأنّ قلع جذور الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) قد يتحقق بهدم المراقد.

لكنّ ما كشفته الأيام أنّ تلك اليد التي اعتدت إنما كشفت عن خيبة سعيها، إذ تحوّلت الحادثة إلى عامل يقظة عقائدية، وجمعت صفوف المؤمنين على كلمة الدفاع عن المقدسات. وتبيّن أنّ غاية الاعتداء الحقيقيّة كانت تفريغ المذهب من مواقعه الرمزية، وإشغال المجتمع بجرحٍ نفسي يشتّت وعيه عن مواجهة الانحرافات. غير أنّ نور الإمامة أبى إلا أن يزداد إشراقاً، فارتفعت القباب بعد الهدم أبهى مما كانت، وشهد التاريخ مرة أخرى أنّ كل اعتداء على مقدسات أهل البيت (عليهم السلام) لا يزيد هوية المذهب إلا ثباتاً، ولا يزيد القلوب إلا ولاءً وتمسّكاً بالخطّ المحمدي الأصيل.