Image

خبر

السيدة فاطمة ومنشأ ظلامتها
منذ 35 دقيقة 1

إنَّ السيدةَ فاطمةَ الزهراءَ (عليها السلام) تمثّل الصورةَ الأكملَ للمرأة المعصومة التي أحاطتها العنايةُ الإلهيةُ بالعصمة والطهارة، غير أنّ التاريخ نقل لنا بوضوحٍ ما تعرّضت له (سلامُ الله عليها) من ظلامةٍ عظيمةٍ بعد رحيل أبيها النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله). فقد سجّلت المصادرُ المعتبرةُ من الفريقين -مع تفاوتٍ في التفصيل- حصولَ الهجوم على دارها، وما كان فيه من تهديدٍ وإرهابٍ انتهى إلى كسر ضلعها وإسقاط جنينها المحسن، وهو ممّا صار من المسلّمات في التراث الإمامي ومما تقوّى شواهده في النقل التاريخي بكتب الفرق الاسلامية.

وإنَّ منشأَ هذا الجور الذي طال بضعةَ النبيّ (صلى الله عليه وآله) لا ينفكّ عن أصل الصراع الذي دار حول الإمامة والخلافة، فإنّ الزهراء (عليها السلام) كانت الشاهدةَ الصادقةَ على وصيّة الرسول في إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانت حجّتُها قائمةً في كلّ موقفٍ تُطالب فيه بحقّ زوجها، ولذلك ضاق القومُ بوجودها؛ لأنّ شهادتَها المعصومة كانت تُسقط دعاوى المتخلّفين عن أمر النبيّ، فحاولوا إسكاتَ صوتها بالضغط والإقصاء.

ولم تكن مطالبتُها لأرض فدك مجرّد مطالبةٍ بمال، بل كانت بيانًا عقَديًا وسياسيًا يُظهر وجه الانحراف، ولذلك كان ردُّهم عليها قاسيًا؛ إذ رأوا في بقاء موقفها حاملًا لخطرٍ على شرعيّتهم. وهكذا بقيت ظلامتُها شاهدًا تاريخيًا على حجم الانحراف الذي أصاب الأمة، ودليلًا على مكانتها المحورية في حفظ خطّ الإمامة والولاية، حتى صارت شهادتُها من أعظم مظاهر الاحتجاج الإلهي على الظالمين.