مناسبات الشهر
مناسبات شهر شوال 1 شوال عيد الفطر المبارك. هلاك عمرو بن العاص في مصر سنة (41هـ).   3 شوال معركة الخندق سنة (5هـ) على رواية. هلاك المتوكل العباسي بأمر ابنه المنتصر سنة (247هـ).   4 شوال غزوة حنين سنة (8هـ) على رواية. ضُربت فيه السكة (النقود) باسم الإمام الرضا (ع) سنة (201هـ). وفاة الشيخ حسين الحلي (قد) سنة (1394هـ).   5 شوال خروج أمير المؤمنين (ع) من النُّخيلة متوجهاً إلى صفين لمواجهة معاوية سنة (36هـ). وصول مبعوث الامام الحسين (ع) مسلم بن عقيل الى الكوفة سنة (60هـ).   6 شوال رد الشمس لأمير المؤمنين (ع) ببابل سنة (36هـ) بعد رجوعه من قتال الخوارج. خروج أول توقيع من الإمام المهدي (ع) إلى سفيره ونائبه الثالث الحسين بن روح النوبختي (رض) سنة (305هـ).   8 شوال الهدم الثاني لمراقد البقيع الطاهرة من قبل الوهّابيين سنة (1344هـ/ 1924م).   12 شوال وفاة الشيخ البهائي (قد) سنة (1030هـ).   13 شوال وفاة السيد حسين البروجردي (قد) سنة (1380هـ).   14 شوال هلاك عبد الملك بن مروان بن الحكم بدمشق سنة (86هـ). وفاة السيد عبد العظيم الحسني (رضوان الله عليه) سنة (252هـ). وفاة الشيخ قطب الدين الراوندي (قد) سنة (573هـ).   15 شوال معركة احد وشهادة حمزة سيد الشهداء (ع) سنة (3هـ). رد الشمس للإمام أمير المؤمنين (ع) في المدينة المنورة في مسجد الفضيخ والمعروف بمسجد رد الشمس سنة (3هـ). غزوة بني القنيقاع سنة (2هـ).   16 شوال وفاة الشيخ عبد الله المامقاني (قد) سنة (1351هـ).   17 شوال غزوة بني سليم سنة (2هـ). وفاة أبي الصلت الهروي (رض) بعد خروجه من سجن المأمون سنة (203هـ).   18 شوال وفاة الشيخ محمد بن إدريس بن أحمد الحلي (ره) المعروف بـ(ابن إدريس) سنة (598هـ). 19 شوال   20 شوال القبض على الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) وترحيله من المدينة إلى العراق قسراً وحبسه بأمر هارون العباسي سنة (179هـ).   23 شوال وفاة السيد نعمة الله الجزائري (قد) سنة (1112هـ).   25 شوال شهادة الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) سنة (148هـ).   27 شوال خروج النبي الأكرم (ص) الى الطائف لدعوتهم الى الإسلام.   29 شوال وفاة الشيخ الوحيد البهبهاني (قد) سنة (1205هـ).

النفس-المطمئنه-مرضية-عند-الله

النفس المطمئنة مرضية عند الله

 

الواقع أن على أهل الإيمان وأهل القرآن أن يفهموا تلك المقامات المذكورة في القرآن والوعود التي أعطيت ويدركوها فما أكثر الذين أصابهم الغرور لعدم عملهم ببعض الحقائق ولم يصلوا إلى ما هو المطلوب.

من جملة تلك الأمور مقام النفس المطمئنة التي بينها الله تعالى في آخر سورة الفجر وعدها من مراتب الإيمان ووعد بصراحة صاحب النفس المطمئنة بأن يصله نداء الرحمن الإلهي في ساعة الموت بأن ارجع إلى ربك راضياً مرضياً وادخل الجنة بدون أي قيود.

المشقة الآن سبب الراحة غد

من ساعة الموت وحتى الوصول إلى الجنة والسعادة. قد يكون دعاءنا في بعض الأحيان "إلهي اجعل موتنا بداية لسعادتنا وراحتنا" البعض يتصور أن هذا الدعاء من باب التعارف... كلا إنه الحقيقة "فالذي لا يتعب لا يحصل على الكنز".

القرآن المجيد يؤكد على أن الوصول على المقامات العالية ومن جملتها الراحة عند الموت ناتج من السعي والعمل الجاد لنفس الإنسان (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى) [النجم: 40 ـ 41].

القرآن المجيد يوضح هذا المعنى في بيانات متعددة وفي آيات مختلفة ومنها: (لها ما كسبت وعليها ما كسبت) [البقرة: 286]. فما كسبت من أعمال خيرة ستكون نافعة لها، وما كسبت من أعمال قبيحة ستكون بضررها.

فالمسألة هو مقدار سعيك وتحملك المشقة في طريق العبودية لله.. والذي لم يصل إلى النفس المطمئنة لا يكون موته أول راحته.

إلى جوار أهل البيت والجنة الخاصة

(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك.. فادخلي في عبادي..) [الفجر: 27ـ29] ادخلي مع خاصة عبادي وفي جوار محمد وآل محمد فأهل البيت هم عباد الله المقربون.. فالذي يتصل في ساعة الموت بالأرواح العالية هو الشخص الذي كانت النفس المطمئنة من نصيبه وقد وصل إلى مقام الاطمئنان بحيث يدخل بعد الموت مباشرة إلى جوار أهل البيت بدون رادع وحاجب ويدخل جنة الله الخاصة (وادخلي جنتي) [الفجر: 30] ولا يكون ذلك بدون نفس مطمئنة.

قل الغرور وزاد العمل

عمل الآخرة مهم، ولا يمكن بدون جهد وتعب.. ولا يتحقق بدون استعداد وقابلية. ورغم أنه سبق أن ذكرنا توضيحاً عن النفس المطمئنة.. لكن مع ذلك ينبغي التفصيل أكثر ليقل الغرور الذي يحيط بنا، ولأن الإنسان جهول فسوف ينخدع ويكون مغروراً. فالغرض من هذه البيانات هو أولاً: ـ أن يقل غرورنا بمقدار. وثانياً: أن نسعى لكي نتوب أكثر ونصل إلى النفس المطمئنة.

النفوس على أقسام ثلاثة

البشر بصورة كلية على ثلاثة أقسام:

فأما أن يكون غارقاً في الكفر وحب الدنيا ومستقراً في أهواء النفس.

أو غارقاً في العبودية وثابتاً في مقام الخضوع بدون أن تزلزل وتوقف في سيره إلى الأمام.

أو متوسطاً يعني تارة لهذه الجهة وأخرى لتلك الجهة، فتارة عبد الرحمن وأخرى عبد الهوى والشيطان، في المسجد يكون عبد الرحمن تقريباً، ويرجع عبداً للشيطان في السوق والبيت فهو مذبذب بين الكفر والإيمان.

يستمع إلى الموعظة ويتأثر ويندم على أفعاله وماضيه، ولكن الغفلة تصرعه مرة أخرى وتزل قدمه عن صراط العبودية والرق.. فهو ليس بمطمئن أو ثابت.

هذه الأقسام الثلاث التي ذكرتها تستفاد أيضاً من القرآن المجيد.

أما القسم الأول وهو المستقر في الكفر يعني أنه مندمج مع النفس الأمارة بصورة كاملة فهو على مراتب متعددة حتى يصل إلى الغرق في الظلمات التامة ولا يبقى له نور أصلاً.

النفس الأمارة في الحقيقة كافرة بالله

هي وقحة إلى درجة يصل بها الأمر إلى إثبات نفسها وانكار الله.. أيها النفس، أنت موجودة أما خالقك غير موجود؟!

تقول أن الاله الذي لا أراه بالعين كيف أصدق به؟!

هل ترى نفسك بالعين حتى تصدق بوجودها ولا تصدق بوجود خالقها؟! كل هذا بواسطة اتباع النفس الأمارة العجيبة الكفر.

يكفي في دناءة النفس أنها ترى لنفسها الاستقلال الكامل، فلا تصدق أنها لا تملك شيئاً من ذاتها بل على العكس فهي ترى أن كل شيء منها، قدرتي.. كمالي.. عملي.. ولها من الـ(أنا، أنا) حتى يصل بها الأمر إلى إنكار الخالق، ولا تصدق إلا هذه الحياة الدنيا.

القرآن المجيد يحدثنا عن هذا القبيل من الأشخاص بقولهم (ما هي إلا حياتنا الدنيا) [الزخرف: 35] يجب تأمين الحياة في هذه الدنيا وترتيب أوضاعها.

فقط بفكر الحصول على الماديات

هدفه من الحياة اصلاح وضعية دنياه فقط، لم يفكر لحظة بأنني عبد، ولي خالق قيوم، بل أنه في شك من أمره مبدئه ومعاده. فرغم أنه لا يشك في قوته الحافظة والواهمة مع انه لا يراهما ولكنه على يقن من أنه يمتلك شعوراً، وله حافظة ولكن أين شعورك وحافظتك؟

لأنك لا تراهما بالعين الحيوانية فلا يوجدان عندك؟

أنت ترى وتسمع أما الهك..؟

من أوضح الأمور وجود رب العالمين.. وعجيب أنت ترى، ولكن إلهك لا يرى؟ عينك ترى.. وخالق العين لا يرى؟ هل أنت الذي صنعت عينك؟ كلا.. فذلك الذي خلق هذا الجهاز محيط بك ويرى بدون واسطة.

أنت تسمعين أيتها النفس عن طريق الأذن، فخالق الأذن يسمع أحسن منك (يعلم السر وأخفى) [طه: 7].

هذا المعنى نجده في سورة تبارك بالطف بيان (الا يعلم من خلق) [الملك: 14] ولكن النفس الأمارة لا تسمح بتصديق ذلك.

النفس الأمارة في صراع مع العبودية

عمل النفس الأمارة هو أن تسحق الحق، وتدعي الاستقلال لنفسها، ولا صلح لها مع العبودية.

هذه النفس الأمارة لها مراتب أيضاً فالبعض هم (24) ساعة على هذه الحالة وفي طول العمر، والآخر في بعض الأوقات على هذا الشاكلة.

وتنمو نفسه الأمارة وترى لنفسها كياناً وتشخصاً وليس فيها خبر من العبودية.

هذا المعنى موجود في الجميع مع زيادة ونقصان فلا ينبغي أن نغفل هذه الحقيقة.

 

از غم بي آلتي افسرده است نفس ازدرها است اوكي مرده است

 

البعض يرى لنفسه الربوبية على تلامذته وخدمه ومن يكون تحت يده فيتصور الاستقلال. فلأنه تلميذي فيجب عليه تعظيمي.. ولأنه خادمي أو خادمتي فعليه أن يكون خاضعاً لي. يدعي الاستقلال والربوبية ويصدر منه ما يتنافى مع العبودية.

يتأثر بالموعظة

بعض الأحيان تحصل فيه حالة العبودية بسبب التذكر والموعظة، ويلتفت إلى أن وجوده وجود الجميع مرتبط بالله، فأنت والناس الآخرين سواسية ومحتاجون إلى الله.

ولأنه لم تستقر فيه عبودية الدنيا فإنه يتأثر بالموعظة والنصيحة.. إلهي لقد كنت كافراً والآن أجدد العهد "آمنت بالله" إلهي إنني آمنت بك ولا أدعي الاستقلال بعد الآن بل إني عبد ضعيف وعاجز لا يملك لنفسه شيئاً.

وقد يأخذه الكبرياء في بعض الأوقات وقبل ساعة كان يدعي العبودية والتوجه إلى عالم الروح ولكنه رجع على كفره الأول، وهذا المعنى يظهر بصورة أكثر في حالة الغضب فعندما يتشاجر مع شخص آخر فلو نظرت إلى باطنه رايت الكفر بالله وليس له أية حالة من العبودية.

الغلام الذي قتل طفل الإمام السجاد (ع)

سمعت في أحوال زين العابدين (ع) أنه حضر عنده بعض الضيوف وكانوا قد جعلوا قطع اللحم في أسياخ ووضعوها في التنور لطبخها.. فذهب غلام وأخرج الأسياخ، وكان طفل صغير للإمام يسير في طريقه إذ وقعت الأسياخ الساخنة من الأعلى على رأسه من يد الغلام فمات لساعته.

الغلام استعمل ذكاءه وقرأ آية من القرآن (والكاظمين الغيظ) [آل عمران: 134] فأجابه الإمام كظمت غيظي:

فقال: والعافين عن الناس، قال: عفوت عنك.

فقالك (والله يحب المحسنين). [آل عمران: 134]

فأجابه الإمام: أنت حر لوجه الله.

فالذي لم يتثبت في عبودية الله فما الذي يقوله عند الغضب، وما الذي يفعله.. فمع أدنى انحراف وميل سيخرج بذلك عن عبودية الحق.

وينقل أيضاً عن الإمام زين العابدين (ع) الذي هو بحق زينة العباد ونتحدث عن عبادته واستمراره في العبودية.

اعتق العبد بعد تنبيهه

ورد في المجالس السنية وكشف الغمة وغيرها وكذلك ذكر في منتهى الآمال بأنه ارتكب أحد غلمان الإمام جرماً يستحق التنبيه عليه, فأخذ الإمام سوطاً وضربه به ضربة واحدة ثم عطف السوط فوراً إلى الغلام وقال له إذا أردت القصاص فخذ، فأنا ما ضربتك إلا تأديباً.

فلما رأى الغلام ذلك اعتذر وهو يقول:

قطعت يداي إن أنا فعلت ذلك.

الإمام أيضاً أعطاه مقداراً من الأموال لا أتذكرها بالضبط ولعلها كانت خمسين ديناراً وقال له أنت حر.

لنحذر الخروج من العبودية في حالة الغضب

على كل حال يجب الانتباه لئلا نخرج عن صراط العبودية في حال الغضب، فقبل هذا الحال كان يقول (إياك نعبد وإياك نستعين) [الفاتحة: 5] إلهي أنا لا أعبد سواك ولا أطلب العون إلا منك. فماذا حصل الآن كي تقول إذا أنا لم أكن فسيكون كذا وكذا، ألست أنت الذي كنت تدعي العبودية لله قبل قليل.

كم هو لطيف قول السيد بحر العلوم في منظومته الفقهية.

 

وأنت غير الله كنت تعبد وأنت غير الله تستعين

إياك من قول به تفند تلهج في إياك نستعين

 

فتقول بلسان (إياك نستعين) [الفاتحة: 5] ولكنك تقول بعملك أنا أو آخر.

ما لم يصل إلى حد الاطمئنان فهو مذبذب

مقصودي هو الثبات فما لم يصل بالنفس إلى الاطمئنان والثبات فهو مذبذب في هذه الأوساط، يصير إلى هذا الطرف أو ذاك، متزلزل فتارة يتوجه إلى الله وأخرى إلى الشهوات والذات إلى أن يصل إلى النفس المطمئنة بحيث لا يرى لنفسه أي استقلال وألوهية أو ربوبية ولا لحظة واحدة ويدرك أنه مربوط بالله.

ونقرأ أيضاً في دعاء كميل "يا من بيده ناصيتي" يا الله الذي بيده حياتي روحي وبقائي بيده.. أنا لا أتمكن أن أقف على أقدامي.. النفس الذي يدخل ويخرج تنفسه ليس بيدي.

رسول الله (ص) يقول عندما أغمض عيني فإني لا أؤمل فتحها، إلى هذه الدرجة لست مستقلا، فأنا عبد.. مخلوق، وليس لي أي وجود مستقل لا في الذات ولا في الصفات ولا في الأفعال ولا في أية جهة من الجهات.

واللازم لذلك ألا يصدر منه ما يخالف العبودية

علينا أن نقتدي بالعباد الحقيقيين وهم المعصومون (ع) ونتعلم طريق وأسلوب العبودية إلى أن نصل إلى النفس المطمئنة.

انزعاج الإمام من أجل خوف أمه

يروى في كتاب المجالس السنية عن مالك بن أنس رئيس مذهب المالكية أنه كنت يوماً في أزقة المدينة فرأيت الإمام الصادق (ع) وهو مهموم، فكان واضحاً أن أمراً قد سلب راحته فسألته عن أحواله: يا ابن رسول الله ما الذي أهمك وسلب راحتك.

فقال: في بيتنا غرفة وسلم للصعود إليها، وقد أوصيت في منزلي بأن لا يصعد عليه أحد ولما دخلت المنزل ـ رأيت الجارية معها طفلها وهي تصعد السلم، فلما رأتني خافت وسقط الطفل من يدها. وانني لم يؤذني موت الطفل إنما آذاني خوف الجارية مني.

يجب أن تخاف من الله لا من المخلوق.. يعني يجب أن تراقب الله مع عدم وجود الإمام أكثر فما نهى عنه الإمام يجب تركه، كيف تلاحظ حضور الإمام أكثر من حضور الحق؟! الإمام أيضاً يتالم لذلك لماذا تخافين مني أكثر من الله وترجفين مني؟ فأنا عبد!

يجب أن يكون أشد التذلل لله

هناك رواية شريفة بأن شخصاً دخل على الإمام الصادق (ع) فسلم عليه بكامل الاحترام والأدب ثم قبل رأس الإمام بعد ذلك قبله من جبهته. بعد ذلك قبل يد الإمام ثم أطراف ثوبه بعد ذلك هوى على أقدام الإمام ليقبلها أيضاً عند ذاك صاح به الإمام.

"ماذا أبقيت لله"؟

يعني ما هذا الذي تفعله؟ تريد أن تقبل قدمي؟ جعفر عبد أيضاً فماذا تفعل لله؟ يعني أن هذا المقدار من التذلل لا ينبغي أن يكون لغير الله.

النفس المطمئنة الكاملة والدائمة عند الإمام

الغرض.. أن العبودية الكاملة التي لا تعرضها الغفلة أبداً، مرتبتها العليا عند المعصوم، تلك النفس المطمئنة التي لا ترجع إلى الأمارة لحظة واحدة. فعدم كونه عبداً للنفس أو الهوى أو الدنيا إنما يكون في الحقيقة لأنه لا يرى نفسه مستقلاً لحظة واحدة. إنه لا يعرف رؤية ذاته وعدم رؤية الله، هذه الحقيقة راجعة إلى المعصوم.

إنه لا يرى نفسه مستحقاً للطاعة، ويقول عليهم أن يعظموني؟ لا.. لأن هذه الحالة هي الكفر الحقيقي الذي يجب أن يستغفر منه ويرجع إلى العبودية من جديد.

اطفئوا النيران التي أوقدتموه

السيد بن طاووس ينقل رواية في كتاب فلاح السائلين أن ملك ينادي في أوقات الصلاة الخمس: قوموا إلى الصلاة أيها الضيوف واطفئوا النيران التي أوقدتموها.

وينادي في وقت الظهر، يا من أوقدتم لأنفسكم النيران من أول اليوم إلى الآن هلموا واطفئوها ببركة الصلاة. اطفئوا تلك النيران التي هي الكفر الحقيقي والخروج عن عبودية الله وقل اني عبد محتاج من رأسي إلى قدمي: لا تصدر منك هذه الأنانيات أنا، أنا، يجب أن أكون كذا وكذا، قل الله وليس أنا، إلى متى ترى لنفسك استقلالاً وتبرز نفسك، تعال وقلل من هذه الأنانيات واطفئ تلك النيران التي أشعلتها.

الصلاة علاج لأشد الأمراض وهي الغفلة

واقعاً إذا لم تكن هذه الصلاة الخمس فالإنسان ليس له طريق إلى الإيمان الحقيقي وستقضي عليه الغفلة بصورة نهائية. أما والحمد لله أن أرانا طريق الخلاص والفرج (وأقم الصلاة لذكري) [طه: 3].

ويروي عن رسول الله (ص) مثال لهذه الصلوة الخمس فلو أن رجلاً كان يغسل جسمه خمس مرات في اليوم فسيبقى نظيفاً باستمرار فهذه الصلواة الخمس كذلك. يعني ما تراه لنفسك من الاستقلال والخوض في الغفلة تعال وقل مع توجه كامل، (إياك نعبد وإياك نستعين) [الفاتحة: 5] فأنا عبد محتاج ومع ذلك فإني وحيد ومحتاج إلى واحد فقط وهو الله لا غير. كنت غافلاً قبل ساعة وادعي كياناً لنفسي وأقول أنا وأنا.. إلهي استغفرك وأتوب إليك. استغفر الله على كل ما ادعيته من الألوهية فإني أعبدك وأنا عبد لك.

النفس اللوامة، أن تحاسب نفسك

إذا أراد الشخص الهداية واقعاً والسير في الطريق المستقيم وأن يكون من أهل الاستقامة بعون الله فيجب أن يسارع إلى التوبة كما أمر بذلك القرآن المجيد أن يستغفر في الأسحار من هذا الكذب وقل لنفسك أيتها الكذابة أنت تقولين أنا عبد الله فهل هذه الحالة التي كانت قبل ساعة هي معنى العبودية؟

ويقال لهذا النفس اللوامة.. يعني في البداية على الإنسان أن يلوم نفسه ويفهم نواقصه ويحاول اصلاحها حتى يصل إلى النفس المطمئنة. النفس اللوامة يعني الخوض في أعماق النفس والبحث عن عيوبها ولوم النفس عليها ومحاسبتها.

 

 

نظري بخويشتن كن كه همه كناه داري همه عيب خلق ديدن نه مروت است ومردي

 

يعني:

إن ترى عيوب جميع الناس فذلك ليس برجولية أو مروءة.. وأنظر إلى نفسك التي تحوي جميع العيوب.

رحم الله الحاج الشيخ عباس القمي ما أنفع كتابه (منتهى الآمال) وأكثر جذابيته حين كتب باللغة الفارسية عن حالات المعصومين الأربعة عشر فما أجمل ما كتبه ويجب على المؤمنين الاستفادة منه.

وهو يذكر في عدة صفحات عن حالات الإمام زين العابدين (ع) واستغاثته وخطابه مع نفسه فما أجمل العبارات التي كان الإمام يلوم فيها نفسه.

لوامية النفس مقدمة لاطمئنانه

مقصودي أنه يجب ايجاد النفس اللوامة حتى يصل إلى النفس المطمئنة لا اقل أن يفهم أنه قد انحرف عن جادة العبودية.. وفي كل ساعة يكون باطنه الملكوتي بشكل من الأشكال فتارة يكون قرداً وأخرى دباً،.. عمل القرد هو التقليد من أجل أن الشخص الفلاني قد عمل العمل الفلاني. فخاطب نفسك وذكرها بعيوبها فلعلها تصل بالتدريج إلى النفس المطمئنة: أين أنا وأمثالي وأين النفس المطمئنة؟ ولطف الله لا يشمل إلا من كان توجهه واحداً ويبقى مستمراً في طريق العبودية لله. حينئذ يصبح عبداً لله.. يصير عبداً للرحمان.

ولا أقل من إيجاد النفس اللوامة الآن، لكي نرى عيوبنا في طريق عبودية الله، ثم نتضرع ونستعد للمقامات الأخرى.

لماذا تستولي علينا الغفلة

هنا أذكر بعض الفقرات من دعاء (أبو حمزة) للإمام السجاد (ع) بمناسبة النفس اللوامة:

"سيدي مالي كلما قلت قد صلحت سريرتي وقرب من مجالس التوابين مجلسي عرضت لي بلية أزالت قدمي وحالت بيني وبين خدمتك سيدي لعلك عن بابك طردتني ".

ما أجمل كلمات الإمام قبل هذا الكلام وبعده، يقول: عندما أنوي القيام لمناجاتك في أوقات السجر "ألقيت علي نعاساً إذا أنا صليت وسلبتني مناجاتك إذا أنا ناجيت".

"سيدي لعلك عن بابك طردتني وعن خدمتك نحيتني".

التفتوا إلى الجملة التي أقصدها وهي:

"أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني". فقد رأيتني أكذب ففي الصلاة أقول (إياك نعبد) [الفاتحة: 5] ولكني أرجع إلى عبودية النفس والهوى والشيطان.. أقول أنا عبد ولكن أدعي لنفسي الربوبية والاستقلال فأنا كذاب: أقول (إياك نستعين) [الفاتحة: 5] أما قلبي مشغوف بالأسباب المادية وليس بالله.

لا تكلنا إلى أنفسن

ولكن "فإن عفوت فخير راحم، وإن عذبت فغير ظالم".

فأنا بهذه المفاسد إذا عفوت عني وسامحتني وطهرتني فذلك شأنك وعملك لأنك أرحم الراحمين، وإن عذبتني وتركتني إلى نفسي فلم تظلمني لأني مستحق لذلك بسبب أكاذيبي، إلهي بحق محمد وآل محمد أفهمنا عيوبنا. وارزقنا نفساً لوامة، واعطنا حالة التوبة والإنابة في كل وقت ولا تحرمنا من لطفك.

"لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً".

"سيدي إنك إن وكلتني إلى نفسي هلكت".

المصدر : النفس المطمئنة

 

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: طلب العلم فريضة.                                                                                                                                                            الكافي

الفيديو

دور التربويين في تحقيق غاية الدين - شيخ ستار الدلفي
2019 / 03 / 24 4526

دور التربويين في تحقيق غاية الدين - شيخ ستار الدلفي

أخر الأخبار

الصوتيات

2018/3/15

سورة الفرقان

2018/3/15

سورة النور

2018/3/15

سورة المؤمنون

2018/3/15

سورة الحج



الصور