Image

خبر

الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
منذ 9 ساعات 5

 هو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت، وقد وُلِد في المدينة المنورة سنة 232 هـ، واستشهد في سامراء سنة 260 هـ. عاش ظروفاً سياسية قاسية فرضها عليه العباسيون، حيث كان تحت الإقامة الجبرية والمراقبة المستمرة.

شهادته كانت نتيجة دسّ السمّ إليه من قبل الخليفة العباسي المعتمد، بعد أن شعر بخطر الإمام ونشاطه الفكري والتنظيمي بين أتباعه. استُشهد الإمام عن عمرٍ لم يتجاوز 28 عامًا، تاركًا الأمة في مفترق طرق خطير، خصوصًا مع انتشار أخبار وجود ولده المهدي (عجل الله فرجه)، الذي سيكون الإمام الثاني عشر.

رغم الحصار، قام الإمام العسكري بدور عظيم في تهيئة الشيعة لفترة الغيبة الصغرى، وذلك من خلال تنظيم شبكة من الوكلاء والسفراء الموثوقين، الذين كانوا حلقة الوصل بينه وبين أتباعه. كان يُرسل إليهم التوجيهات الفقهية والعقائدية، ويقوم بحل مشاكل الناس عبرهم، مما مهّد لغيبة الإمام المهدي بطريقة سلسة ومدروسة.

كان من أبرز هذه الشخصيات عثمان بن سعيد العمري، أول سفراء الإمام المهدي، الذي بدأ عمله في ظل الإمام العسكري نفسه. لقد أسّس الإمام الحسن العسكري نظامًا إداريًا خفيًا حافظ على وحدة الشيعة وسرية وجود الإمام المهدي، مما ضمن استمرار الخط الإمامي رغم اختفاء القائد عن الأنظار.

بهذا التخطيط، مهّد الإمام العسكري الأرضية لعصر الغيبة، وأثبت أن القيادة الإلهية يمكن أن تستمر رغم الظلم والاضطهاد. شهادته لم تكن نهاية، بل بداية لمرحلة جديدة من الصبر والانتظار، التي يعيشها الشيعة إلى يومنا هذا.