وتناول الملتقى محور التفكّر في خلق الإنسان، وضرورة معرفة مكامن قوته وضعفه، بوصف ذلك مدخلاً أساسياً لبناء الوعي الإيماني المتوازن. واستشهد سماحته بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): «رأيت العقل عقلين: فمطبوع ومسموع، ولا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع، كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع»،
مسلّطاً الضوء على دلالة هذا النص الشريف، ومبيّناً المراد من العقل المطبوع بوصفه العقل الفطري المغروس في الإنسان، والعقل المسموع بوصفه ما يكتسبه الإنسان من تعليم وتجربة، مؤكداً أنّ التكامل بينهما هو أساس الهداية والرشد.
كما ركّز على الفطرة التي فطر الله الناس عليها، موضحاً أنّ المهمة الأساسية للإنسان، ولا سيما طالب العلم، هي الحفاظ على الفطرة والوجدان السليم، وأنّ العلم إذا لم يُثمر خشية الله فلا نفع فيه، معزّزاً ذلك بجملةٍ من النصوص القرآنية والروايات الشريفة.
وتعرّض سماحته إلى مؤسسة الحوزة العلمية، مبيّناً الجهود العظيمة التي بذلها الأئمة (عليهم السلام) والفقهاء عبر العصور في تثبيت قواعدها وصيانة مسارها العلمي والروحي، بوصفها الحاضن الأصيل للمعرفة الدينية.
واختُتم الملتقى بالحديث عن كيفية إدارة المؤمن لحياته على أساس الوعي الفطري، والتقوى، وحسن توظيف العلم في خدمة النفس والمجتمع، مؤكداً على أهمية التوازن بين العلم والعمل في مسيرة الإنسان الإيمانية.
اخر الاخبار