واستهلّ سماحته حديثه بروايةٍ شريفةٍ من كتاب الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في بيان أصناف طالبي العلم.
وتناول المحاضر في محوره الأول ضرورة مراعاة القصد والدافع في طلب العلم، مؤكداً أن سلامة النيّة هي الأساس في تحصيل العلم النافع.
وفي المحور الثاني، بيّن معنى التفقّه في الدين، موضحاً أنّه لا يقتصر على معرفة الأحكام، بل يقوم على فهم الآيات الشريفة وكلمات أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ومعرفة مصادر الحكم الشرعي وكيفية استنباطه من مظانّه الصحيحة.
أما المحور الثالث، فقد خُصّص للحديث عن دراية الحديث، حيث أشار سماحته إلى تركيز الروايات الشريفة على الفهم والتحليل لا مجرد الحفظ والنقل، مستشهداً بالقول المأثور: «حديثٌ تدريه خيرٌ من ألفٍ ترويه».
كما توقّف عند مصطلحٍ ورد في الروايات وهو «معاريض كلامنا»، مبيّناً أن بلوغ مرتبة الفقاهة يتطلّب الإحاطة بقواعد الفهم والاستنباط، ومعرفة الخاص من العام، والمطلق من المقيّد، والبليغ من غيره، وغيرها من الأدوات العلمية التي تؤهّل طالب العلم للفهم الصحيح للنصوص.
ويأتي هذا الملتقى ضمن سلسلة النشاطات الفكرية التي يقيمها مركز مدرك، تعزيزاً للوعي العلمي والمنهجي لدى طلبة العلوم الدينية.
اخر الاخبار