في صباح اليوم الحادي عشر من ربيع الأول 1444 ه ودعت مدينة النجف الأشرف والحوزة العلمية أحد أساتذتها وفضلائها العلّامة السيد صالح الحكيم مؤسس مؤسسة الإمام الحسين عليه السلام للحوار وكان الفقيد رجل صلاح، كرس شطراً من عمره للتعريف بمدينة النجف الأشرف ومرجعيتها وحوزتها، بينما تكرس شطرٌ آخر لمظلومية التهجير في غريب البلدان، والإبتعاد عن الأوطان والاخوان، والتضحية بأكرم أبوين، بل حتى بالأخت، ولكن لم يثنه كل ذلك من أن يكون داعية قل مثيله وعيا وإسلوبا، ولم يكن إلا إبتسامة إعتدال، ووعي حقيقة، ونضوج فكر، وإعتدال مزاج، حتى هجم عليه من الأمراض ماتعدد وضاعت على الأطباء علته، لينتهي الأمر بغيبوبةٍ لم تكن الصحوة التي بعدها إلا مقدمة موت محتوم فنسأل الله تبارك وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويحشره مع أجداده الطاهرين