اللعن في زيارة عاشوراء وغيرها
الشيخ محمد السند
مما ورد في الروايات والزيارات متواتراً فقد تردد أكثر البعض من الوسوسة فيه لوصية الأمير لأصحابه (لا تكونوا سبابين). أو لأنه معبر عن الحقد وهو ليس خلقاً دينياً. ولكن الصحيح أن اللعن غير السب، إلا أن يكون مبتذلاً ومن دون مبرر كالذي يحصل بين السفلة بعضهم مع بعض. وأما إذا كان لمستحق فهو يختلف عن السب ماهية، فإن اللعن هو طلب ودعاء بإقصاء الملعون عن الرحمة الإلهية، بينما السب هو الفحش من القول أو رمي الآخر بالعيوب والنقائص.
فاللعن يعني إظهار النفرة وإنكار المنكر والتبري منه ومثله علامة صحة لأن تقبيح القبيح مطلوب، بل هو مقتض الفطرة التي فطر الناس عليها فيبتعد الإنسان عن القبيح وينجذب إلى الحسن، وهذه هي فلسفة التبري والتولي.
ومنه يتبلور أن اللعن لأصحاب الموبقات في الدين ممن بدلوا وأحدثوا فيه عامل تربوي للأتباع المؤمنين يوقيهم من الانحراف، ومن ثم كان أدنى مراتب إنكار المنكر هو الإنكار بالقلب والتبري النفسي منه، وكان اللعن من مراتب إنكار المنكر.
وقد ذكر الأميني في الغدير وغيره من الأعلام أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقنت في صلاته في الكوفة باللعن على معاوية وأبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص وآخرين، ومن ثم قال (عليه السلام) في ذيل الكلام السابق: (..ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر..).
وقد روي أيضاً أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد لعن أناساً بأسمائهم. ففي مسند أحمد أنه (صلى الله عليه وآله) لعن الحكم بن العاص ومن في صلبه.
وفي مسند المدنيين (15975) ومسند الكوفيين عن مسند أحمد (18600) أنّه (صلى الله عليه وآله) لعن الخوارج، وغيرها من الحالات كثير. لذلك نجد أن القرآن لم يتحرج من اللعن وفي موارد متعددة.
- ففي الأحزاب جاء فيها اللعن على من يؤذي الله ورسوله، وقتلُ الحسين إيذاءٌ لله وللرسول.
- وفي البقرة تتضمن الحث على اللعن؟ يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون؟.
- وفي سورة ص خطاب لإبليس، وكل الآيات المرتبطة بتوبيخ إبليس لم تكن توبيخاً على عدم سجوده فقط وإنما على عدم الولاية لآدم.
- والإسراء: والشجرة الملعونة، وقد أوضحت الروايات أن الرؤيا التي أزعجت النبي هي رؤيته من ينزو على قبره وأن الشجرة الملعونة هم آل أمية.
- وقوله تعالى: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى…