طرق تحمّل الرواية
الطريق الأوّل: السماع:
والسماع في الرواية: هو أن يسمع الحديث من الشيخ مباشرة، بلا فرق بين أن يكون السامع واحداً أو أكثر، وبين كونه هو المخاطب أو غيره، ولا فرق أيضاً بين كون الشيخ يتلو الحديث من حفظه، أو من كتاب مصحّح عنده أو عند أحد الحاضرين. وإن كان بعض هذه أولى من بعض وقد ذكر له مراتب، وهذا الطريق هو أعلى وأرفع طرق التحمل عند الجمهور، فإنّ الشيخ المحدّث أعرف بوجوه ضبط الحديث وتأديته واحتمال الغفلة فيه أو السهو بعيد جداً.
وعلى هذا يمكن للسامع أن يحدّث بما سمع ويقول: «حدّثني فلان»، أو «سمعت فلاناً»، أو «أخبرني»، أو «أنبأني»، أو «قال فلان»، أو «روى»، أو «ذكر». والتعابير الثلاثة الأُولى هي الأَولى، وأعلاها الأوّل، لاحتمال الإجازة في غيره. هذا كلّه فيما إذا كان السامع قد سمع الحديث من نفس الشيخ المحدّث، وهكذا فيما إذا سمعه بواسطة من يملي عن الشيخ كما في حالة عدم بلوغ صوت الشيخ إلى السامع لكثرة الحضور، أو لضعف الصوت ونحو ذلك.
وقد نقل أنّ مجلس الصاحب بن عباد كان يضم ستّة أشخاص يملون على الحاضرين[1]. إلاّ أنّ هذا أعم من السماع المباشر من الشيخ إذ يجوز فيه الإسناد إلى الواسطة، كما يجوز فيه الإسناد إلى نفس الشيخ، فللسامع أن يقول «حدّثني الشيخ»، أو «حدّثني فلان عن الشيخ» وهذا بخلاف الأوّل كما هو واضح.[2]