جدول أقسام الحديث الشريف
الشيخ محمد ال حيدر
تنقسم المعارف القرآنية والروائية الى قسمين أساسيين:
- ما يتعلق بالدين كعقيدة وفكر، وكمنهج حياة وتنظيم فردي وإجتماعي
- ما يتعلق بالمعارف الإنسانية الأخرى من علم نفس وتحليل فردي، وإجتماعي وتحليل تاريخي، ومن معارف علمية طبية وطبيعية، ونصائح ومهارات ومواعظ وارشادات، وهذا القسم يرجع الى القسم الأول بنحو وآخر، ومع هذا يمكن جعله قسيما ببعض الاعتبارات الواضحة والتي لسنا بصددها.
وقد إهتم المسلمون بجميع مشاربهم بالحديث النبوي الشريف، وزاد الشيعة – أعزهم الله وأعلى كلمتهم – الإمتداد الرباني للنبي المتمثل بالعترة المعصومة المطهرة. وزاد بعض العامة على الحديث النبوي أحاديث الصحابة بل وأضاف بعضهم التابعين.. فشرحوا المتون بعد جمعها، - وخالف المسلمون جميعهم في هذا رأي عمر بن الخطاب في الاكتفاء بالقران الكريم عن أي بيان او توضيح روائي، وإن أثر رأيه هذا في مجمل الفكر السني-. وألفوا المجلدات وأسهروا ليلهم بالشرح والجمع والتصحيح، وكل واحد منهم يغني على ليلاه، فمنهم من كذب وإفترى، وزاد وأنقص، وحرف وتكلف، وشرح متصرفا، ووظف النصوص لهواه وجعلها وفقا لطاعة مبتغاه، ومنهم من صدق بالنقل وتحقق بالشرح، ونهج مناهج التحقيق العلمي والتدقيق الفكري، وتوقف عن ما جهل ولم يخض فيما رآه وعرا عليه فتوقف عند الشبهات وإلتزم التثبت والتحقق.
وهم في جهودهم هذه بين مسارع للآخرة يريد نعيمها، ومن حائز للدنيا يريد مغانمها.
وقد حاول العلماء أن يتحققوا من الاخبار فأسسوا علوما كثيرة لتنقية الحديث، ويمكن حصرها بفكرة عامة تحوم حول شكلين من التعامل مع كل حديث شريف، فتارة يُدرس الحديث بإعتباره ضمن منظومة فكرية موضوعية واحدة، وأخرى يُدرس بمفرده وبالغض عن إرتباطاته المعرفية الأخرى سواء مع الأحاديث الأخرى او مع النص القرآني أو غير ذلك. وهذا يُبحث من جهات:
الاولى: متن الحديث، أي نصه اللغوي، وهل يخلو من التصحيف والتحريف والضعف البلاغي واللغوي وأنه واضح الترابط ممكن الفهم. فمن التحريف في المتن ماروي في الكفن: "ثم الكفن قميص غير مزرور ولا مكفوف وعمامة يعصب بها رأسه ويرد فضلها على رجليه"[1]. ومن الواضح ان "رجليه" محرفة من " وجهه"
الثانية: دلالة الحديث، وهل أنها واضحة ومفهومة وغير متضاربة ولا متنافية ويمكن أن تكوّن حقيقة معرفية متكاملة ولو صغرت، فقد ترد الرواية وفيها مصطلح غير محدد او مشترك معنوي او لفظي او غير ذلك من ما يربك الفهم ولا يكون المتن واضح الدلالة، فمثلا في الرواية المسندة عن الكليني والطوسي عن الصادق (عليه السلام): " الماء الذي لا ينجسه شيء ألف ومئتا رطل"[2] علما أن الرِطل منه مدني ومنه عراقي فالرواية غير واضحة الدلالة.
ومن عدم وضوح الدلالة بسبب الاشتراك المعنوي ما روي عن موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام): "لا تستشيروا المعلمين ولا الحوكة فإن الله تعالى قد سلبهم عقولهم"[3] فـ (المعلمين) معناه من علم الناس ومن علم الكلاب والصقور وغيرها، فالرواية تحتمل الامرين بحسب الدلالة. وكالحديث المشهور: "إختلاف أمتي رحمة"[4] والإختلاف هنا يحتمل الفرقة، ويحتمل التعاقب، والأنس اللغوي ال الأول أقرب، وقد تصدى الامام الصادق (عليه السلام) الى بيان اأن المعنى هو الثاني.
الثالثة: صحة صدور الحديث، والتي يُعتمد فيها على السند الصحيح بمختلف مراتبه، أو على القرائن المصححة له، أو كما إشتهر بين الأصوليين من الاعتماد على خبر الثقة او الخبر الموثوق على خلاف بينهم في الامر.
وعليه تكون المحتملات في الحديث بحسب الجدول التالي:
ت |
الصدور |
المتن |
الدلالة |
1 |
صحيح |
صحيح |
واضحة |
2 |
صحيح |
صحيح |
غامضة |
3 |
صحيح |
ضعيف |
واضحة |
4 |
صحيح |
ضعيف |
غامضة |
5 |
ضعيف |
صحيح |
واضحة |
6 |
ضعيف |
صحيح |
غامضة |
7 |
ضعيف |
ضعيف |
واضحة |
8 |
ضعيف |
ضعيف |
غامضة |