آفات-اللسان
االمقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قال سبحانه وتعالى : ( ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )([1]) هذه الاية الكريمة تؤكد على ان كل ما يقوله الانسان مسجل ومكتوب في كتاب كما في قوله تعالى : ((وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) ([2]) فالقرآن الكريم يؤدب الانسان بتذكيره وتعليمه ان كل ما يلفظه من الفاظ سواء كانت واجبة او محرمة او مستحبة او مكروهه او مباحة مسجلة محفوظة. فاللسان به يرتقي الانسان الى الفوز بالجنة وبه ينزل الى هواية االنار.فاللسان هو ترجمان الفكر وما في داخل النفس ،فتهذيب لسانك ايها الانسان هو ترجمة لحسن فكرك. نعم هناك بعض الناس ممن لا يعتقدون بأن الكلام هو جزء من اعمالهم ، ويعتقدون بأن لهم الحرية في الكلام في كل شيئ وان كان باطلاً مع ان ذلك الاعتقاد فاسد بالضرورة ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ((يا أبا ذر، من ملك ما بين فخذيه و بين لحييه دخل الجنة. قلت يا رسول الله، إنا لنؤخذ بما تنطق به ألسنتنا قال يا أبا ذر، و هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، إنك لا تزال سالما ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك. يا أبا ذر، إن الرجل يتكلم بالكلمة من رضوان الله )جل ثناؤه( فيكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها فيهوي في جهنم ما بين السماء و الأرض. يا أبا ذر، ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له، ويل له، ويل له......))([3]) وهناك بعض الناس يفتخرون بحسن كلامهم ويتفاخرون على غيرهم ، وهذه من الصفات السلبية التي تجعل من الانسان يضن انه افضل من غيره وبالتالي يجره هذا الامر الى الجهل المركب، قال لقمان الحكيم لأبنه : ( يا بني اذا افتخر الناس بحسن كلامهم ، فأفتخر انت بحسن صمتك )([4]) وهناك بعض الناس يخوضون في ذكر معايب الناس ، وربما بمجرد اختلافه مع صديق له ولو اختلافا بسيط ينسى كل ما هو جميل عند صديقه الاخر ويبقى يفتش ويذكر سلبيات صديقه متجاهلاً كل ما هو حسن وجميل عند صديقه ، قال الشاعر :
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس السنُ
نعم البعض الاخر يتقمص صفة الانسان النبيل ولكنه في داخل نفسه يحمل الحقد والغل ، نعم انها من صفات المنافقين قال الشاعر:
لا خير في ود امـــــــــــــرئ متمـلـــق حـــلو اللســـان وقلبه يـتـــلـــــــــهبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
قال رسول الله ( صلى الله عليه واله) : ( اذا الناس اظهروا العلم وضيعوا العمل، وتحابوا بالالسن وتباغضوا بالقلب ، وتقاطعوا في الارحام لعنهم الله عند ذلك واصمهم واعمى ابصارهم )([5]) نعم هناك الكثير من الصفات التي يتصف بها بعض الناس التي تدخل ضمن دائرة (آفات اللسان) ذكرها القرآن الكريم وتحدث عنها رسول رب العالمين ( صلى الله عليه وآله ) والائمة الاطهار ( عليهم السلام ).
ووضع القرآن الكريم والنبي ( صلى الله عليه وآله ) والائمة الاطهار ( عليهم السلام ) العلاج والتربية السليمة التي تقضي على هذه الافات اللسانية.
و يتناول هذا البحث ان شاء الله تعالى فصولٍ اربعة ، الفصل الاول :في تعريف آفات اللسان، والفصل الثاني: في ذكر بعض آفات اللسان، والفصل الثالث : آفات اللسان والعبادة الجوارحية والجوانحية، والفصل الرابع : علاج آفات السان ، وخاتمة. راجين من الاخوة الكرام التفضل بملاحظاتهم ، آملين من الله تعالى التوفيق .والحمد لله رب العالمين.
الشيخ رحيم شاكر الخاقاني
الفصل الاول
آفات اللسان
الآفة في اللغة : ((العاهة وفي المحكم عرض مفسد لما اصاب من شيئ ...والجميع آفات ، ويقال : آفة العلم النسيان ))([6])وآفة الحديث الكذب.
اللسان في اللغة : جارحة الكلام ،وقد يكنى بها عن الكلمة وقد يراد من اللسان اختلاف اللغات كما في قوله تعالى : ((وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ))([7])
وعليه فآفة اللسان : هي العاهة او العرض المفسد للسان بسسبب الاخلاق الرديئة كالكذب او البهتان والتي يُبيُنها الى الخارج اللسان فيفتضح ما في الجنان.
اللسان : آله خلقها الله تعالى وجعلها في الانسان يستفاد بنها في الاكل والشرب وله فائدة عظيمة في النطق بحيث يتعامل مع الاخرين بنقل ما في داخل ذهنه من آخبار وأنشائات([8]) .
وقد يتصف الانسان بصفات حميدة واخلاقية جيدة وهذه الصفات يمكن ان يتعرف عليها الانسان الآخر ويحكم على ان زيد من الناس ذو اخلاق جيدة وحسنة وذلك من خلال افعاله واعماله وأقواله الحسنه التي فيها رضا الله تعالى .وقد يحكم عليه بأنه ذو أخلاق سيئة وذلك عن طريق افعاله واعماله واقواله . فاللسان يعكس ما في داخل الانسان من خير او شر فهو متصف بصفات الخير اذا كان صاحبه متصفا بالخيرومتصفا بالشراذا كان صاحبه متصفا بالشر. وعليه فاللسان الذي يتصف صاحبه بالامور السيئة يكون ذلك اللسان ذو آفات فتاكة تضر بالفرد نفسه والمجتمع بما تعود على الانسان بالضرر وعدم النفع في الدنيا والاخرة.
وآفات اللسان كثيرة وقد عد منها ، الكذب والتكذيب، شهادة الزور، النميمة ،والبهتان ،والغيبة ،والقذف ، الكلام بالباطل ،السب والشتم، السخرية بالمؤمنين، اللعن ،التكلم بكلام فاحش. و هذه الآفات اللسانية هي سبب اوعلة في استحقاق صاحبها العقاب ، وقد يكون هذا العقاب في الدنيا ، وقد يكون في الاخرة ، او في كليهما .
الفصل الثاني :في ذكر بعض آفات اللسان
الكذب والتكذيب:
الكذب : (وهو مخالفة القول الواقع )([9])، فالانسان هو الذي يفتري الكذب كما في قوله تعالى : ( انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بئايت الله واولئك هم الكذبون)([10])
اما التكذيب : فهو عبار عن عدم تصديق الاخر في اخباره او ادعائه اي اعتبار الطرف الآخر كاذباً كما في تكذيب الانبياء والرسل كما في قوله تعالى (قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ).([11])
والكذب والتكذيب له صور منها : الكذب والتكذيب على الله تعالى ،
وقد اشارة القرآن الكريم الى ذلك كما في قال تعالى :(وَلَاتَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ).([12])
وقوله سبحانه وتعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )([13]).
الكذب والتكذيب على الرسل والأنبياء:
قال تعالى : (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ([14])
قال تعالى : (وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ([15])
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم : ( ... ألا من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار...)([16])
وقال صلى الله عليه واله: من كذب علي متعمدا أورد شيئا أمرت به فليتبوأ بيتا في جهنم.([17])
كذب الناس بعضهم على بعض . كما في اليمين الكاذبه ،
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ) : (( اياكم واليمين الفاجرة ، فأنها تدع الديار من اهلها بلاقع )) ([18]) معنى ((بَلاقِعَ أَن يفتقر الحالف ويذهب ما في بيته من الخير والمال سِوى ما ذُخِر له في الآخرة من الإِثم وقيل هو أَن يفرّق الله شمله ويغير عليه ما أَولاه من نعمه والبلاقِعُ التي لا شيء فيها)) ([19])
وشهادة الزور.
قال سبحانه وتعالى ناهيا عن ارتكاب هذه الرذيلة : (( واجتنبوا قول الزور)) ([20])
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن أبان ابن عثمان، عن رجل، عن صالح بن ميثم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من رجل يشهد بشهادة زور على مال رجل مسلم ليقطعه إلا كتب الله له مكانه صكا إلى النار.([21])
النميمة
النَّميمة: نَقْل الحديث من قَوم إلى قَوم، على جهة الإفسادِ والشَّرّ.([22]) قال رسول الله (صلوات الله عليه وآله) في وصية لابي ذر جندب بن جنادة : ((يا أبا ذر، لا يدخل الجنة قتات. قلت ما القتات قال النمام. يا أبا ذر، صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عز و جل في الآخرة))([23]).
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ألا انبئكم بشرار كم؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الاحبة، الباغون للبراء المعايب([24]).
((قال رجل لبعض الأمراء إن فلانا لا يزال يذكرك في قصصه بشر فقال له ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه و لا أديت حقي حين أبلغتني عن أخي و لكن أعلمه أن الموت يعمنا و القيامة تضمنا و الله يحكم بيننا و هو خير الحاكمين))([25])
البهتان
محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه الله في طينة خبال حتى يخرج مما قال ، قلت : وما طينة خبال ، قال : صديد يخرج من فروج المومسات([26])
البهت الافتراء والقذف، بهته بهتا من باب نفع قذفه بالباطل وافترى عليه الكذب والاسم البهتان واسم الفاعل بهوت والجمع بهت مثل رسول ورسل، والخبال بفتح الخاء الفساد، والصديد الدم المختلط بالقيح، وقيل هو القيح الذي كأنه الماء في رقته والدم في شكله، والمومسات بضم الميم الاولى وكسر الثانية جمع المومسة وهي الفاجرة، وتجمع أيضا على المواميس والمياميس.([27])
الغيبة
وهي : أن يذكر المؤمن بعيب في غيبته ، سواء أكان بقصد الانتقاص ، أم لم يكن ، وسواء أكان العيب في بدنه ، أم في نسبه ، أم في خلقه ، أم في فعله ، أم في قوله ، أم في دينه ، أم في دنياه ، أم في غير ذلك مما يكون عيبا مستورا عن الناس ، كما لا فرق في الذكر بين أن يكون بالقول ، أم بالفعل الحاكي عن وجود العيب ، والظاهر اختصاصها بصورة وجود سامع يقصد إفهامه وإعلامه ، كما أن الظاهر أنه لابد من تعيين المغتاب ، فلو قال : واحد من أهل البلد جبان لا يكون غيبة ، وكذا لو قال : أحد أولاد زيد جبان ، نعم قد يحرم ذلك من جهة لزوم الاهانة والانتقاص ، لا من جهة الغيبة ، ويجب عند وقوع الغيبة التوبة والندم والاحوط - استحبابا الاستحلال من الشخص المغتاب - إذا لم تترتب على ذلك مفسدة – أو الاستغفار له .([28])
قال الله تعالى: " وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً؛ فَكَرِهْتُمُوهُ ! وَاتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ " ([29])
قال رسول الله (صلوات الله عليه وآله) في وصية لابي ذر جندب بن جنادة : (( يا أباذر : إياك والغيبة ، فإن الغيبة أشد من الزنا ، قلت : يا رسول الله ولم ذلك بأبي أنت وأمي ؟ قال : لان الرجل يزني ويتوب إلى الله فيتوب الله عليه ، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها . يا أباذر : سباب المؤمن فسوق ، وقتالة كفر ، وأكل لحمه من معاصي الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه . قلت : يا رسول الله وما الغيبة ؟ قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قلت : يا رسول الله فإن كان فيه ذاك الذي يذكر به ؟ قال : اعلم إنك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته .
يا أباذر : من ذب عن أخيه المسلم الغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار . يا أباذر : من اغتيب عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره فنصره نصره الله عزوجل في الدنيا والاخرة ، فإن خذله هو يستطيع نصره خذله الله في الدنيا والاخرة ))([30]).
وعن الاِمام الصادق عليه السلام: « الغيبة حرام على كلِّ مسلم واِنّها لتأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب».([31])
القذف
((القَذْف -هاهنا-: رَمْيُ المرأة بالزنا، أو ما كان في معناه. وأصله الرَّمْي، ثمّ استُعْمِل في هذا المعنى حتّى غَلَب عليه. يقال: قَذَف يَقْذِف قَذْفاً فهو قاذف)) ([32])
والقذف له احكام شرعية مذكورة في الكتب الفقهية ومن اراد معرفة تلك الاحكام فعليه مراجعة الكتب الفقهية التي ذكرت تفاصيل هذه المسألة ([33]) قال الله تعالى في سورة النور : (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فأجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادةً أبداً وأُوْلئك هم الفاسقون)([34]) وقال تعالى : (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والأخرة ولهم عذاب عظيم)([35]) وقال رسول الله(صلّى الله عليه واله) : « من قذف امرأته بالزنا خرج من حسناته كما تخرج الحية من جلدها ، وكتب له بكل شعرة على بدنه ألف خطيئة » ([36]).
الكلام بالباطل :
هو الدخول في حديث مع الاخرين في ما لا يرضى الله تعالى عنه كالغيبه او الكذب وهذا يكون الحديث بالباطل عن علم ودرايه بما يقول وهو من الاخلاق الرديئة السيئة المحرمة شرعا . وقد يدخل في حديث مع الاخرين ويتحدث ولكن بدون وعي وحساب لما يقول وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم ) : ((أعظم الناس خطايا يوم القيامة هو أكثرهم خوضاً في الباطل)) ([37])
السب والشتم:
السبب: الشتْمُ، والسبَابُ: المُشَاتَمَةُ، والسب: الذي يُسَابُكَ. والسبُ: القَطْعُ. وُيقال للسيْفِ: سَبابُ العَرَاقِيْبِ. وأصْلُ السب: العَيْبُ. وبَيْنَهم أُسْبُوْبَةٌ: يَتَسَابُّوْنَ. ورَجُلٌ سُبَبَةٌ: يَسُب الناسَ، وسُبة: يَسُبه الناسُ.([38])
و الشَتْمُ: السبُّ، والاسم الشَتيمَةُ. والتَشاتُمُ: التسابُّ. والمُشاتَمَةُ: المُسابَّةُ.([39]) . وعليه يكون السب والشتم بمعنى واحد .
ذكر في كتاب المكاسب وكتاب منهاج الفقاهة (( أن المرجع في السب الى العرف وفسره في جامع المقاصد بإسناد ما يقتضي نقصه اليه مثل الوضيع والناقص . وفي كلام بعض آخر ان السب والشتم بمعنى واحد وفي كلام ثالث ان السب ان تصف الشخص بما هو ازراء ونقص فيدخل في النقص كلما يوجب الاذى كالقذف والحقير والوضيع والكلب والكافر والمرتد والتعبير بشئ من بلاء ا لله تعالى كالجذام والابرص ، ثم الظاهر انه لا يعتبر في صدق السب مواجهة المسبوب ، نعم يعتبر فيه قصد الاهانة والنقص ))([40]) عن ابى بصير عن ابى جعفر " ع " قال : قال رسول الله ( ص) : ( سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر واكل لحمه معصية الله وحرمة ماله كحرمة دمه([41])الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سباب المؤمن كالمشرف على الهلكة([42])
النبويّ الباقري (عليه السلام): لا تسبّوا الناس فتكسبوا العداوة بينهم)([43])
السخرية :
عبارة عن نقل أقوال الآخرين وأفعالهم وأوصافهم بالإشارة أو الكناية على وجه يدعو المستمع للضحك، ويكون الدافع الى ذلك إما العداء أو التكبّر أو تحقير الآخرين.([44])
و السخرية و الاستهزاء فهو محرم. و معنى السخرية الاستحقار و الاستهانة و التنبيه على العيوب و النقائص على وجه يضحك منه([45])ومنشأ السخرية التكبر واستصغار المستهزئ به ([46]).والسخرية سبب من اسباب الغيبة. لذلك حذر القرآن الكريم منها قال تعالى: «يا أيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيراً منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيراً منهنّ، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الايمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون» ([47])
وقال تعالى: «إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون، وإذا مروا بهم يتغامزون، واذا انقلبوا الى أهلهم انقلبوا فكهين، وإذا رأوهم قالوا إنّ هؤلاء لضالون»([48])
وقال الصادق عليه السلام: «من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه، وهدم مروّته، ليسقط من أعين الناس، أخرجه اللّه تعالى من ولايته الى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان»([49]).وعنه عليه السلام قال: «قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: لا تطلبوا عثرات المؤمنين، فإنه من تتبع عثرات المؤمنين تَتَبّع اللّه عثراته، ومن تتبع اللّه عثراته يفضحه ولو في جوف بيته»([50]).
اللَّعْنُ :
واللَّعْنُ الإِبْعادُ والطَّرْد من الخير([51]) عن رسول اللّه (ص ) ا نه قال : لا يكمل ايمان مؤمن حتى يحتوي على مائة و ثلاث خصال ـ الى ان ذكر منها ـ لا لعان , و لا نمام , و لا كذاب , و لا مغتاب , ولا سباب ([52]).
الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: " سمعته يقول: إن اللعنة إذا خرجت من في صاحبها ترددت فإن وجدت مساغا وإلا رجعت على صاحبها ".([53])
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن علي بن عقبة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " إن اللعنة إذا على كافر صدق وإن كان مؤمنا رجع الكفر عليه، فإياكم والطعن على المؤمنين ".([54])
فاللعن غير جائز ومحرم الا فيما لعنه الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله (صلى الله عليه واله ) كما
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : لعن الله من فرّق بين الوالدة وولدها ([55]).وقال ايضا (صلى الله عليه وآله وسلّم) : ((لعن الله من لعن والديه ))([56])قال الامام الصادق ( عليه السلام ) ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال :« خمسة لعنتهم وكلّ نبي مجاب : الزائد في كتاب الله والتارك لسنتي ، والكذب بقدر الله ، والمستحل من عترتي ما حرم الله ،والمتسأثر بالفيء المستحل له »([57]).
الكلام الفاحش:
الفحش و بذاء اللسان منهي عنه مذموم و مصدره الفحش و اللوم قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (( إياكم و الفحش فإن الله لا يحب الفحش و التفحش))([58]) و قال (صلى الله عليه واله) : ((الجنة حرام على كل فاحش أن يدخلها))([59]) و قال ( صلى الله عليه واله ) : ((لو كان الفحش رجلا لكان رجل سوء))([60]) و قال جابر بن سمرة كنت جالسا عند رسول الله (صلى الله عليه واله) و أبي أمامي فقال (ص) : (( الفحش و التفحش ليسا من الإسلام في شي ء و إن أحسن الناس إسلاما أحسنهم أخلاقا))([61])
تفسير العيّاشي: عن أميرالمؤمنين(عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فاحش بذيء، قليل الحياء لا يبالي ما قال، ولا ما قيل له، فإنّك إن فتّشته لم تجده إلاّ لغيّة (بغية ـ خ ل) أو شرك شيطان; قيل: يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ قال: أو ما تقرأ قوله تعالى: (وَشارِكْهُمْ فِي اْلاَمْوالِ والأولاد)؟([62])
الفصل الثالث
اللسان والعبادة الجوانحية والجوارحية:
قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله): إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيئة الخلق تؤذي جيرانها بلسانها فقال: لاخير فيها هي من أهل النار([63])
ان العبادة نستطيع ان نقسمها الى قسمين عبادة الجوارح وعبادة الجوانح ،العبادة الجوارحية كالصلاة والصوم... والعبادة الجوانحية هي الايمان ومجاهدة النفس قال أمير المؤمنين " ع : " ان رسول الله ( ص ) بعث سرية فلما رجعوا قال : مرحبا بقوم قضوا الجهاد الاصغر وبقي عليهم الجهاد الاكبر ، قيل يا رسول الله وماالجهاد الاكبر ؟ قال : جهاد النفس ، ثم قال : افضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه([64])
فالانسان مهما يكن ناجح في عبادة الجوارح كما في الجهاد والصلاة والصوم...ولكنه قد يكون انسان غيرناجح في العبادة الجوانحية النفس وما في داخلها من خواطر ونوايا قد يكون الانسان مجسدا لتلك الخواطر والنوايا بلسانه وبه يؤذي الاخرين ، وقد لا يعبر عنها بلسانه نعم لها خطورة بمكان وان لم يعبر عنها بلسانه ، لانها تجره في بعض الاوقات الى مزالق وسوء عاقبة ، وقد عبر الامام علي عليه السلام : (( المرء مخبوء([65]) تحت لسانه))([66]).وعنه (عليه السلام ) : ((ما أضمر أحد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه ))([67]) العبادة الجوانحية عبادة مهمة جدا جدا فاذا كانت العبادة الجوانحية النفسية الخواطر والنوايا في النفس صالحة تصلح وتنجح العبادة الجوارحية والا ابليس لعنه الله عبد الله تعالى ستة الاف سنة كما في الخطبة القاصعة (( فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اَللَّهِ ؟ بِإِبْلِيسَ ؟ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ اَلطَّوِيلَ وَ جَهْدَهُ اَلْجَهِيدَ وَ كَانَ قَدْ عَبَدَ اَللَّهَ سِتَّةَ آلاَفِ سَنَةٍ لاَ يُدْرَى أَ مِنْ سِنِي اَلدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي اَلْآخِرَةِ عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ))([68])ولكنه بمجرد ان اختبره الله تعالى فشل في الاختبار وقد طرد ولعن عندما امره الله تعالى ان يسجد لادم (ع) فلم يسجد لان تلك عبادة الجوانح اسمى وارفع من عبادة الجوارح .وعليه فالانسان الذي يهذب نفسه ويرسخ ايمانه واعتقاده بالله تعالى والانبياء والائمة الطاهرين عليهم السلام ويوطد نفسه على النوايا الحسنه والخواطر الجيدة التي يرضى الله تعالى عنها بالتالي تكون النتيجة حسنه ويصلح لسانه ويهذب لفظه ويكون لسانه لسان خير وبركه ؛ لانه يعكس ما في داخل ذلك الانسان ان خير تكلم بالخير وان شرا تكلم بالشر ولهذا ((قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّما الأعمال بالنيّات. وروي أنّ نيّة المؤمن خير من عمله ونيّة الكافر شرّ من عمله. وروي أنّ بالنيّات خلّد أهل الجنّة في الجنّة وأهل النار في النار. قال عزّوجلّ: (قل كلّ يعمل على شاكلته) يعني على نيّته))([69])فقد يكون عمله ولسانه جيدا ولكن يضمر في نفسه السوء كما في الكذب والنفاق فانه يقول خلاف ما يضمر وخلاف ما يؤمن ونجد في لسانه حلاوة ولكنه في نفسه يضمر السوء والبغض كما يعبر عن ذلك القرآن الكريم ((إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)) ([70])فاللسان قد يعبر ويتكلم بلطف وبكلام حسن جميل يحمل كل معاني الايمان وهو صادق في تعبيره ذلك .
وقد يتكلم الانسان بكلام جميل ولكنه غير صادق بل حاله حال المنافقون يقولون ما لا يفعلون. وقد يتكلم بلسان سوء وقبح وذلك هو اللسان البذيء القبيح الذي يحارب الله تعالى ورسوله والمؤمنون.وقد اشارة القران الكريم والروايات الشريفة الى هذه المفاهيم وعليه يجب على الانسان ان ينظر الى نفسه اولا والى النوايا والخواطر التي في داخله لكي يصحح مسيرة عمله في هذه الحياة الدنيا التي سرعان ما تنقضي قال امير المؤمنين (عليه السلام ) : (( إنما الدنيا دار ممر والاخرة دار مستقر فخذوا من دار ممركم لمستقركم و لا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم ))([71])فاللسان مهما يكن فهو آلة خلقها الله تعالى لاجل غايات منها الكلام الذي به يتفاهم الانسان مع بني جنسه قال تعالى ((لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ([72])فما على الانسان الا ان يستعمل هذه اللسان في الخير وحسن المعاملة مع الناس فاللطف في الكلام يجلب المحبة والسلام في المجتمع ولهذا يعبر القرآن الكريم عن النبي ( صلى الله عليه واله ) : ((وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ))([73])وقوله تعالى : ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ))([74])وهذا لا يتم الا عن طريق اللسان الجميل والا لو كان كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) كلام فظ وكلام يعبر عن غلظة القلب ((يجل الرسول ص عن ذلك)) لانفظوا من حولك يعبر القران ذلك لكي نتعلم كيف نكون وكيف نتعامل مع الناس في قضية الدعوة الى الله تعالى والاية الثانية تؤكد ذلك ( ادعوا ....بالحكمة والموعظة الحسنة) فالله تعالى في الايات وكثير من الروايات يشير الى هذا المفهوم وهو تهذيب النفس وترويضها على الخير لان اللسان سوف يعكس تلك النوايا التي في اعماق النفس. فان كانت تلك النوايا سيئة خبيثة فسوف يعكس اللسان تلك النوايا وبالتالي تنفر من ذلك الانسان الناس قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((خير الناس من انتفع به الناس وشر الناس من تأذى به الناس وشر من ذلك من أكرمه الناس إتقاء شره، وشر من ذلك من باع دينه بدنيا غيره ))([75]) وان كانت النوايا حسنة فسوف يعكس اللسان تلك النوايا وتنجذب الناس الى ذلك الانسان بكل حب ومودة .
فالنتيجة آفات اللسان ( الجوارحية )- التكلم بالسوء والفحشاء والكذب والافتراء- هو نتيجة لافات الجوارح اي ما يضمر الانسان في داخل نفسه من نوايا وخواطر سيئة .
الفصل الرابع
علاج افات آفات اللسان
العلاج الاول : هو التربية السليمة القائمة على اساس رصين وقد حث القرآن الكريم على هذا الجانب كما في قوله تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ([76])وكما في مجموعة من الاحاديث التي تحث على التعلم في صغر الانسان لانه كالنقش على الحجر كتعليم الاطفال على قراءة القرآن الكريم والادعية الامأثورة كما في مفاتيح الجنان ، و مطالعة وحفظ بعض احاديث اهل البيت (عليهم السلام ) وقراءة نهج البلاغة ،فان العادات التي يكتسبها الانسان في بدايات طفولته كخيوط العننكبوت وتشتد وتزداد قوة عندما يكبر فان كانت تلك العادات والكلمات التي يتفوه بها حسنه وفيها رضى الله تعالى فانه عندما يكبر ذلك الانسان الذي اعتاد على الحسن والاخلاق الفاضله فان العادات الحسنه تشتد عنده حتى تكون عقيدة راسخه في نفسه، وهكذا العادات السيئه في البداية كخيوط العنكبوت ولكنها بعد ان يكبر الانسان ويعتاد عليها تشتد وتكون كالسلاسل الحديدية ربما يصعب علاجها بل تكون امراضا فتاكة بالنفس والمجتمع . وعليه التربية هي الوقاية الاولى من افات اللسان فالوقاية خير من العلاج .
العلاج الثاني : هو التذكير بالايات والروايات الناهية عن آفات اللسان والتي اشارت الى عقاب مرتكب تلك الافات ، فأن في بعضها عقاب دنيوي وفي بعضها الاخر عقاب اخروي كما في الحديث الشريف : (( من لقى المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من نار ))([77]) وهذا العلاج استخدمه القرآن الكريم وهو استخدام طريقة التخويف لمرتكب الحرمه ولم يكتفي بالتحريم فقط بل بين القرآن الكريم والنبي ( صلى الله عليه وآله ) واهل البيت (عليهم السلام) الاثار المترتبة على مرتكب الحرمة وهذه الاثار تعود على ذلك الانسان بالضرر عليه اولا وعلى المجتمع ثانياً واوضحوا العقاب المترتب على ذلك الفعل المحرم .
العلاج الثالث : تذكر هذا الانسان بالثواب المترتب على قول الخير والقول الحسن وترك قول الزور والبهتان والكذب فان قول الخير والصدق فيه خير الانسان نفسه كما في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (( والذي نفسي بيده ما انفق الناس من نفقه احب من قول الخير ))([78])
وعن ابي عبد الله عليه السلام قال : قال امير المؤمنين (عليه السلام) : (( قولوا الخير تعرفوا به واعملوا الخير تكونوا من اهله ))([79]) قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) : (( رحم الله عبداً قال خيراً فغنم او سكت على سوء فسلم )([80])
الخاتمة
افات اللسان كما ذكرنا يشتمل بعضها على العقاب الدنيوي والبعض الاخر على العقاب الاخروي ولكن هل يكتفى بمجرد العقوبة لمنع الانسان من هذه الافات؟
انه وان كانت العقوبة المفروضة على المرتكب لهذه الافات كقذف المحصنه مثلا فعليه عقوبة في الشرع حتما بالتعزير من قبل الحاكم الشرعي ولكن لا بد من البحث عن الاسباب والعلل التي قادة ذلك الانسان الى ارتكاب هذه الاثام الجسام المسمات بافات اللسان وعلاج تلك الاسباب وازالتها .وعلى سبيل المثال ما الاسباب التي تجعل زيد من الناس يكذب ؟ او يتكلم بكلام فاحش ؟ قد تكون الاسباب مختلفة من شخص لاخر ، فقديكون هذا الشخص كاذباً نتيجة لمصاحبته اصدقاء السوء، قال الشاعر :
صاحب اخا ثقة تحضى بصحبته فالطبع مكتسب من كل مصحوب
كالريح آخذة مما تمر به نتناً من النتن او طيب من الطيب
وعلاج ذلك الشخص هو تحذيره من اصدقاء السوء، وكشف بواطن الفساد المترتب على هذه الصحبة ، والمسؤول الاول عن هذا العلاج هم اولياء الامور، وكذا يجب على من تصدى للتبليغ توضيح هذه الامور من على المنبر الحسيني لايصالها الى اكثر عدد ممكن من الناس.
وقد تكون اسباب هذه الافات نتيجة التربية الخاطئة ونتيجة جو الاسرة التي تربى هذا الانسان في اجوائها ،فكيفية علاج مثل هذه الحالات التي ربما تكون مستعصية عند بعض الناس ،فلا بد من البحث عن الاشياء التي تجعل من هذا الانسان انسان سوي كما ذكرنا علاج ذلك في الفصل الرابع من خلا ل تذكيره بالعقاب و والثواب والتربية الصالحة..
وقد تكون الاسباب نتيجة الجهل وعدم العلم ، وهذا الانسان ربما بمجرد ان يعلم ان ذلك الفعل حرام كما في الكلام الفاحش فانه يترك ذلك الفعل ويستغفر عن ذنبه .
وهكذا في باقي الآفات اللسانية فيجب العمل على علاجها بعد معرفة اسبابها وعللها . والحمد لله رب العالمين.
المصادر
1
القرآن الكريم.
2
الكافي الشريف.
3
الآمالي للشيخ الطوسي.
4
الاختصاص.
5
البلاغة الواضحة.
6
المنطق.
7
اللمعة الدمشقية .
8
المكاسب للشيخ الانصاري.
9
المحاسن للبرقي.
10
المحيط في اللغة.
11
الصحاح في اللغة.
12
اخلاق اهل البيت (ع).
13
بحار الانوار.
14
جهاد الجوارح.
15
سنن النبي الاكرم (ص)
16
كشكول الخطيب .
17
كشف الريبة.
18
لسان العرب.
19
مشكاة الانوار.
20
منهاج الصالحين.
21
مكارم الاخلاق الطبرسي.
22
منهاج الفقاهة.
23
مستدرك سفينة البحار.
24
مجموعة ورام.
25
مرآة العقول في شرح اخبار آل الرسول.
26
نهج البلاغة.
27
غريب الحديث.
28
شرح اصول الكافي.
29
ثواب الاعمال وعقاب الاعمال.
30
غوالي الدرر.
31
خمسون درساً في الاخلاق.
الفهرس
ت
الموضوع
رقم الصفحة
1
المقدمة
2
2
الفصل الاول : تعريف آفات اللسان
4
3
الفصل الثاني :في ذكر بعض آفات اللسان.
5
4
الكذب والتكذيب
5
5
الكذب والتكذيب على الرسل والانبياء
6
6
كذب الناس بعضهم على بعض
6
7
شهادة الزور
6
8
النميمة
7
9
البهتان
7
10
الغيبة
8
11
القذف
9
12
الكلام بالباطل
9
13
السب والشتم
10
14
السخرية
10
15
اللعن
11
16
الكلام الفاحش
12
17
الفصل الثالث : الللسان والعبادة الجوانحية والجوارحية
13
18
الفصل الرابع : علاج آفات اللسان
15
19
الخاتمة
17
20
المصادر
21
الفهرس
[1] - سورة ق/18.
[2] - سورة الكهف/49.
[3] - الامالي للطوسي .
[4] - كشكول الخطيب للحسيني .
[5] - مشكاة الانوار .
[6] - لسان العرب / اوف/م الشاملة.
[7] - سورة الروم /22.
[8] - الخبر هو : ما يصح ان يقال لقائله انه صادق فيه أو كاذب ، فإن كان الكلام مطابقاً للواقع كان قائله صادقا ،وان كان غير مطابق له كان قائله كاذباً ( البلاغةة الواضحة ص 139.مؤسسة الصادق لطباعة والنشر طهران /ط الثالثة )وعرفه اصحاب الميزان (المنطق) : ( المركب التام الذي يصح ان نصفه بالصدق او الكذب) منطق الشيخ المظفر( رحمه الله).
فالخبر الموصوف قائله بالكذب لاعتبار عدم مطابقته للواقع هو آفة من آفات اللسان .
الانشاء هو : ( المركب التام الذي لا يصح ان نصفه بصدق وكذب ) ،وهو اقسام منها :الامر.النهي.الاستفهام.النداء.
التمني.التعجب.العقد.الايقاع. وهذه الانشاءات قد تتصف بالصدق والكذب لاجل مداليلها الاتزاميه فالانشاءات المتصفة بالكذب هي من آفات اللسان ، من قبيل استفهام شخص عن شيء يعلمه ، او سأل الغني سؤال الفقير ،او تمنى انسان شيئا هو واجد له ، فهذه الانشاءات تدل بالدلالة الالتزاميه على الاخبار عن الجهل او الحاجة او اليأس ، فيكون الخبر المدلول عليه بالالتزام هو الموصوف بالصدق او الكذب. المنطق بتصرف.
[9] - أخلاق أهل البيت /ص 29/الطبعة الاولى / دار المرتضى.
[10] - النحل /105.
[11] - يس / 15.
[12] - النحل / 116.
[13] - الانعام /21.
[14] - (184) آل عمران.
[15] - (18)العنكبوت
[16] - امالي الشيخ الطزسي.
[17] - بحار الانوار .
[18] - الكافي .
[19] - لسان العرب / باب بلقع
[20] - الحج / 30.
[21] - الكافي / باب من شهد بالزور .
[22] - غريب الحديث في بحار الانوار/ حرف النون.
[23] - الامالي لطوسي.
[24] - الكافي الشريف.
[25] - مجموعة ورام/ج1.
[26] - وسائئل الشيعة /ج12.
[27] - شرح اصول الكافي مولي محمد صالح المازندراني.
[28] - مهاج الصالحين للسيد الخوئي(قدس سره).
[29] - الحجرات: 12
[30] - مكارم الاخلاق الطبرسي.
[31] - كشف الريبة .
[32] - لسان العرب .و في غريب الحديث في بحار الانوار .
[33] - كتاب اللمعة الدمشقية / القذف.منهاج الصالحين /كتاب اللعان .
[34] - النور 24 : 4 .
[35] - النور 4 2 : 23 .
[36] - بحار الأنوار 103 : 248|34.
[37] - جهاد الجوارح.
[38] - المحيط في اللغة .
[39] - الصحاح في اللغة .
[40] - منهاج الفقاهة – وكذلك المكاسب للشيخ الانصاري ج1 .
[41] - مشكاة الانوار .
[42] - الكافي الشريف.
[43] - مستدرك سفينة البحار .
[44] - خمسون درسا في الاخلاق.
[45] - مجموعة ورام .
[46] - مرآة العقول في شرح اخبار ال الرسول .
[47] - (الحجرات: 11).
[48] - (المطففين: 29 - 32).
[49] - الكافي الشريف .
[50] - الكافي الشريف .
[51] - لسان العرب .
[52] - سنن النبي الاكرم (ص).م شاملة.
[53] - الكافي الشريف.
[54] - الكافي الشريف.
[55] - غوالى الدرر ، حرف اللام ، ص 143
[56] - المصدر السابق.
[57] - اصول الكافي
[58] - مجموعة ورام .
[59] - نفس المصدر.
[60] - نفس المصدر
[61] - مجموعة ورام . م الشاملة.
[62] - مستدرك سفينة البحار.
[63] - بحار الانوار/ج68.
[64] - مشكاة الانوار.
[65] - مخبوء أي مستور تحت لسانه لا يعرف كماله ولا نقصه ولا صدقه ويقينه ولا كذبه ونفاقه إلا إذا تكلم.
[66] - بحار الانوار /ج68.
[67] - بحار الانوار .
[68] - نهج البلاغة .
[69] - مستدرك سفينة البحار.
[70] - سورة المنافقون/1.
[71] - بحار الانوار.
[72] - سورة التين /4.
[73] - ال عمران /159.
[74] - النحل / 125.
[75] الاختصاص .
[76][76] - سورة التحريم / 6.
[77] - ثواب الاعمال وعقاب الاعمال .للشيخ الصدوق.
[78] - المحاسن للبرقي.
[79] - البحار .
[80] - البحار.