حيث افتتح الشيخ حيدر حديثه بالتأكيد على أنّ أهم عناصر النجاح والتميّز في طريق العلم هو عنصر الشوق والحب والرغبة للعلم، مشيراً إلى أن هذه الحالة القلبية تستلزم من طالب العلم تجنّب الانشغال الزائد بمتطلبات الحياة، حتى لا يصرفه ذلك عمّا يحب ويرغب. وضرب أمثلة حيّة لعلماء كرّسوا أغلب أوقاتهم لطلب العلم والمطالعة.
وفي نكتة أخرى، شدّد الشيخ على أهمية تنظيم الوقت في حياة طالب العلم، مستشهداً بقول أمير المؤمنين عليه السلام: "توسعة الوقت تنظيمه"، موضحاً أنّ السعي الجاد في ضبط الأوقات هو مفتاح الإنجاز والاستمرار.
كما دعا إلى الانفتاح على مجالس العلماء لما لها من أثر في تنمية المعرفة وبناء الشخصية العلمية، مستعرضاً تجربة المرجع الراحل السيد محمد سعيد الحكيم رحمه الله، الذي تكوّنت شخصيته العلمية من خلال ملازمة والده السيد محمد علي الحكيم، وجدّه المرجع السيد محسن الحكيم، بالإضافة إلى مجالسته للعلماء الكبار أمثال الشيخ حسين الحلّي.
وفي نكتة رابعة، نبّه الشيخ حيدر إلى ضرورة الارتباط بالنصوص القرآنية والأحاديث الروائية الشريفة، مؤكداً أنّ الانفصال عن الرواية يفقد الطالب هويته العلمية ويجعله أقرب لعامة الناس.
وختم كلمته بالتأكيد على أهمية إتقان الصناعة الفقهية بوصفها من أعمدة التكوين العلمي الرصين لطالب العلم.
وقد شهد الملتقى حضوراً مميزاً من طلبة مدرسة دار الحكمة للعلوم الإسلامية، وتفاعلاً لافتاً مع محاور الحديث، في أجواء علمية محفّزة لمواصلة الجدّ في طلب العلم وبناء الذات العلمية.
اخر الاخبار