و انطلقت الجلسة من الحديث الصادقي الشريف حيث روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال للفضيل بن يسار: «يا فضيل، أتجلسون وتتحدثون؟» قال: نعم، جعلت فداك. قال الإمام: «إن تلك المجالس أحبها. فأحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيا أمرنا»، مبينا أهمية هذه الجلسات الايمانية التي يتطلع الشباب فيها للمعرفة والتعلم. وكان كلامه في محورين:
الاول: ما هي الهوية الدينية؟ حيث بين أنها المستفادة من شرع الله سبحانه. لذا، لابد أن نكون على بينة من أمر مهم، وهو أن الهوية الدينية يجب ألا تختلط مع الهويات الأخرى الطارئة عليها مثل الهوية الاجتماعية والهوية الأسرية والهوية الوطنية، وتتحول إلى دين مقدس! والغرض من عدم اختلاط الهويات الوضعية في إطار الدين هو لكيلا يصبح ما ليس بمشرع هو البوصلة.
الثاني: كيف نكتسب هذه الهوية؟ انطلق في بيانه من حديث أمير المؤمنين (ع): "ولكن أعينوني بورع واجتهاد، وعفة وسداد " وانه ليس من السهل أن يتطبع الإنسان بالهوية الدينية، وخصوصاً في جانبها العملي الذي يتطلب جهداً كبيراً. إذ انه يحتاج لجهد كبير لتحصيل تلك الهوية. ولابد أن يتجرد المؤمن من موانع التلبس بالهوية الدينية ومحاربتها، مثل حب السلطة، الشهوة، ظلم الآخرين، والتكبر...وغيره. وكل ذلك يحتاج إلى صبر ومجاهدة لأن الشيطان والنفس الأمارة بالسوء لا يفارقان الإنسان إلى آخر لحظات حياته. ومن العوامل المساعدة على ذلك كثرة الاستغفار والطلب من الله عز وجل العون للطاعة.
اخر الاخبار