1ـ مما يستدل بها على رفعة مقام جعفر بن أبي طالب وعلو منزلته وقوعه في المفاخر المحمودة من كلام أهل البيت (عليهم السلام)، فقد روي عن الامام زين العابدين في مجلس الشام عندما عرف بنفسه المباركة قال: أيها الناس أعطينا ستا وفضلنا بسبع: أعطينا العلم، والحلم، والسماحة، والفصاحة، والشجاعة، والمحبة في قلوب المؤمنين، وفضلنا بأن منا النبي المختار محمدا، ومنا الصديق، ومنا الطيار، ومنا أسد الله وأسد رسوله، ومنا سبطا هذه الأمة.
2ـ وكان ابو طالب (ع) يثق بجعفر (ع) كثيراً ويحبه، وكان (ع) يقول:
إن عليا وجعفرا ثقتي * عند ملم الزمان والنوبِ
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لأمي من بينهم وأبي
والله لا أخذل النبي ولا * يخذله من بني ذو حسبِ
3ـ وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما جاءه جعفر بن أبي طالب من الحبشة قام إليه واستقبله اثنتي عشرة خطوة، وقبل ما بين عينيه وبكى، وقال: لا أدري بأيهما أنا أشد سرورًا. بقدومك يا جعفر أم بفتح الله على أخيك خيبر؟ وبكى فرحًا برؤيته.
4ـ وفي حادثة شهادته وموقف النبي (صلى الله عليه وآله) ما يدل على علو شأنه فقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله لما بعث عسكرا إلى مؤتة ولى عليهم زيد بن حارثة ودفع الراية إليه، وقال: إن قتل زيد فالوالي عليكم جعفر بن أبي طالب فإن قتل جعفر فالوالي عليكم عبد الله بن رواحة الأنصاري.
فقال جابر الأنصاري: (فلما كان اليوم الذي وقع فيه حربهم صلى النبي (صلى الله عليه وآله) بنا الفجر ثم صعد المنبر فقال: قد التقى إخوانكم مع المشركين للمحاربة، فأقبل يحدثنا بكرّات بعضهم على بعض إلى أن قال: أخذها جعفر بن أبي طالب وتقدم للحرب بها، ثم قال: قد قُطعت يده وقد أخذ الراية بيده الأخرى، ثم قال: قُطعت يده الأخرى وقد أخذ الراية في صدره، ثم قال: قتل جعفر بن أبي طالب وسقطت الراية، إلى أن قال: ثم نزل عن المنبر وصار إلى دار جعفر فدعا عبد الله بن جعفر فأقعده في حجره، وجعل يمسح على رأسه، فقالت والدته أسماء بنت عميس: يا رسول الله إنك لتمسح على رأسه كأنه يتيم، قال: قد استشهد جعفر في هذا اليوم، ودمعت عينا رسول الله (ص) وقال: قطعت يداه قبل أن يستشهد وقد أبدله الله من يديه جناحين من زمرد أخضر فهو الآن يطير بهما في الجنة مع الملائكة كيف يشاء).